قمت بتحليل للموقف السياسيا مؤخرا وارجو ان
احصل علي خمس دقائق من وقتكم الثمين لعرض تحليلي .
منذ عام 1952 وجد ما يسمي بالضباط الاحرار
انهم اقدر من المدنيين علي تغيير مصر الي مصر العظيمه المتقدمه ، و كانوا يؤمنون
بأن لديهم القدره والذكاء والشخصيه القويه التي ستمكنهم من تولي حكم مصر ، وكانوا
يعتقدون ان الديموقراطيه في مصر ليست هي الحل الامثل لتقدم مصر وكانوا يؤمنون بأن
تقدم مصر مرهون بأمر الحاكم المباشر وليس عبر مجلس الشعب او الامه حيث ان الامر
المباشر هو اسرع في التنفيذ من تداول الموضوع بين ممثلين للشعب حيث يمكن ان يتأخر
ما كانوا ينون تنفيذه من خططهم لتنميه مصر .
وبذلك كان جمال عبد الناصر يعطي بالامر
المباشر اوامره بتنفيذ ما يراه مهما لمصر بدون الرجوع الي المصريين ، وكان الاعلام يقوم بتلميع الموقف السياسي والاجتماعية و الاقتصادي
والعسكري واظهار ما يقوله ناصر علي انه من مواقف العبقرية التي يجب ان يتغني بها
الشعب العربي كله
ومثال ذلك بناء السد العالي الذي بشرنا ناصر بأنه سينتج كهرباء ستتيح
لمصر كلها كهرباء شبه مجانيه و صناعة عظيمه عبقرية واستصلاح للصحراء وبناء جيش
مصري وطني قوي ، والحقيقه ان كل ما سبق لم
يتحقق منه شيء ابدا فلا استصلاح للصحراء ولا كهرباء شبه مجانيه للمصريين ولا صناعة
تقارن بصناعة الهند وكوريا مثلا وبالرغم من ان التعليم كان مجانيا فإن الاميه كانت
في تزايد ،
وكان ناصريتدخل في خطط اقتصادية
خمسيه لم تحقق أهدفها في تقدم مصر والمصريين ، وتسبب ناصر في احتلال 17 الف جندي
روسي لمصر بغير علم المصريين بحجه تدريب الجيش وصيانه معداته واسلحته وعلم المصريون
بها فقط عندما طردهم السادات من مصر قبيل معركه 1973 و إنتهت ديكتاتوريه ناصر بهزيمه
67
وكان
حكم السادات لمصر بالامر المباشر أيضا فلا تنميه ولا شيء يهم إلا إعداد الجيش لإسترجاع سيناء من يد اسرائيل
و من أمثله الحكم بالامر المباشر توقيع اتفاقيه كامب ديفيد بدون ان يمر هذا
القرار من خلال مجلس الامه إستمرارا في تعميه الشعب وعدم اخذ رأيه في هذه الاتفاقيات وما نتج
عنها من اخطار رهيبه علي أمن مصر . وبذلك اتاح لإسرائيل وامريكا إختراق مصر عن
طريق المعونه المدنيه والمعونه العسكرية حيث استخدمت المعونه المدنيه لتغطيه
الرشاوي التي تقدم الي المسئولين لتسهيل عمل الجهات الامريكيه العامله في مصر و
استخدمت المعونه العسكرية في استبدال معدات واسلحة الاتحاد السوفيتي التي حارب بها
المصريون في 73 بمعدات واسلحة انتهي استخدامها في اسرائيل وتم تقديمها الي مصر عبر
امريكا في صوره معونه عسكرية وطبعا جاء مع هذه المعدات والاسلحة اطقم الصيانه
والتدريب وهم من مزدوجي الجنسيه وبذلك اصبح لامريكا واسرائيل جيش كامل داخل مصر
وهو ما تم تسميته بجيش كامب ديفيد .
ثم
تتابعت نفس الظروف في عصر مبارك حيث كان يقوم بتزوير اراده الشعب في الانتخابات بحيث
يكون نواب الشعب من الصامتين المستفيدين من صمتهم مهما فعل مبارك ومن يدورون في
فلكه في مصر والمصريين ، و اضرب مثلا صارخا لصمت مبارك وعدم مبالاته بتقدم مصر او بالشعب
المصري ان العبارات المصرية التي كانت تعبر البحر الاحمر بين مصر والمملكه العربيه
السعودية تغرق ويغرق معها آلاف المصريين ولا تحرك هذه الاحداث الرهيبه اي جفن
لحسني مبارك و مثال آخر صارخ ودامي آخر علي عصر مبارك حيث يغرق الشباب الباحثين عن
عمل ومستقبل افضل في البحر الابيض المتوسط محاولين الهجره الي اوروبا ولا يحرك
مبارك ساكنا لهؤلاء المنكوبين وأسرهم .
وفي كواليس عصر مبارك كان يتم علي قدم وساق تكوين
و تدعيم جيش كامب ديفيد الذي
كان يتم بناءه بموجب هذه الاتفاقيه لكي يحمي أمن إسرائيل سواء من الفلسطينين او
المصريين ويخلي سيناء من اي تهديد لها ويسمح لاسرائيل التوجد فيها عند احساس
اسرائيل بأي تهديد لها من هناك ، وهذا الجيش هو من يراه الناس الآن في سيناء و
شوارع مصر بعد الانقلاب الذي تم علي الرئيس المنتخب محمد مرسي في 3 يوليه 2013
لقد انقلب الجيش المصري علي المصريين يقتلهم ويحرقهم احياء واموات ويدمر
منازلهم ويحرق ممتلكاتهم و يعتقل المتظاهرين السلميين من الصبيه والفتيات والشباب
من يحملون صوره رئيسهم الشرعي المنتخب ديمقراطيها الدكتور مهندس محمد مرسي او
يحملون شعار رابعه سواء مطبوعة علي بنرات
او مطبوعة علي ادوات مدرسيه او بالونات ويعتقلهم ويقتلهم بالرصاص وقنابل الغاز
المحرم دوليا ، ويسحلهم في الشوارع ولا يحترم شيبه رجل او إمرأه او صغر سن شاب او
فتاه او يرعي حرمه النساء الحرائر و يحارب كل من يرفع صوته بالاعتراض السلمي علي
ما يحدث في مصر للآسف ،
وفي ضوء ما سبق يتبين ان العسكر لازالوا يصرون
علي إنهم اقدر علي قياده مصر بأي ثمن وبأي طريقه سواء مسموح بها او ممنوعه وانهم
يؤمنون بأن الشعب لم يبلغ الرشد لكي يتمكن من مباشرة حكم مصر حيث ان الحكم المدني
سيكشف أمورا يعتقدون انها ستسيء إليهم وان الشعب لن ينظر اليها علي انها كانت
لمصلحة مصر
حيث كان العسكر يرون ان من حقهم انهم مادموا يعملون لصالح مصر في
اعتقادهم فلا مانع ان يتربحوا بدون ان تعرض اعمالهم او ارباحهم علي الشعب نفسه فلا
يقبلون ان يأتي حكم مدني في مصر فيأخذ علي أيديهم ويمنعهم من الاستمرار في
مشروعاتهم التي تهدف الي رفاهيتهم وليس الي رفاهيه المصريين ومن امثله المشكلات
العويصه التي رفضها الجيش هو عرض تفاصيل موازنتهم الماليه علي اجهزه الحكم
الرقابيه في مصر .
ومن الأسئله التي لم يعرف إجابه لها ولم يسأل احد من ممثلي الشعب عنها
حتي الآن بسبب الظروف التي تم ذكرها :
اين ذهبت المعدات و الاسلحة الامريكيه الاسرائيليه التي اغتنمها الجيش
المصري اثناء حرب 73 من إسرائيل والتي كانت تملاء أرض المعارض في الزمالك قبل
تحويلها الي دار للاوبرا حاليا ثم اختفت كلها وتم اختصارها الي جزء صغير من جناح
طائره فانتوم في المتحف العسكري في قلعة الجبل ، واين ذهبت معدات واسلحة الاتحاد
السوفيتي التي كانت عمود الجيش المصري الفقري في قتاله في هذه الحرب ، طبعا لم
يسأل ممثلي مجلس الشعب عن كل هذا ومن يسأل يتم اسكاته بطريقه او اخري .
استمرت عمليه اختراق مصر منذ عام 1952 حتي 25 يناير 2011 بالقوي
الاجنبيه تحت حماية قاده الجيش المصري ولكن في 25 يناير 2011 انتفض الشعب المصري
رافضا وصاية الجيش والعسكر عليه وفعلا تم تنحية العسكر عن الحكم وتم رسم خطه محكمه
لتلافي غضب الشعب وايهامه بأن حكم العسكر قد انتهي وان مصر ستبدأ عصر الديموقراطيه
والحرية وإشترك القضاء والجيش والداخليه في رعاية وحماية ورقابه عمليات استفتاءات
وانتخابات تمت في مصر بكل شفافية وانتجت مجلس الشعب ومجلس للشوري ودستور للدوله
ورئيسا مدنيا لها
وحاول قاده الجيش المصري مدعمين بجهات اجنبيه اقناع الرئيس المصري بان
يكون رئيسا شرفيا لمصر ولا يتدخل في شئون الجيش وخططه في إداره البلاد ففشلوا في
اقناعه في ذلك وهنا وجد العسكر ان إستمرار هذا الرئيس في الحكم لن يصب في صالحهم
وصالح دوله قاده الجيش فتم إختطاف الرئيس المنتخب ديموقراطيا الي مكان غير معلوم وتم
منع المحامين وافراد اسرته من رؤيته و تم الغاء مجلس الشعب والشوري والغاء الدستور
و أداروا خطه جهنميه لتنفيذ خططهم ليعود العسكر الي الحكم ترتكز علي محورين يتعاون
علي تنفيذها الاعلام والجيش والشرطه والقضاء وهما :
المحور الاول : اعتقال وقتل كل معارض للانقلاب سواء من الاخوان او من
مؤيديهم او حتي من غير الاخوان وغير مؤيديهم ولكن من المواطنين الغير راضين عن
الانقلاب وهذا موثق في مذابح رابعه العدوية والنهضه والحرس الجمهوري والنصب
التذكاري وكثير من المذابح التي سيأتي وقت الحساب عليها إنشاء الله .
المحور الثاني : خطه إعلاميه جهنمية لاقناع الشعب بأن ما تم كان في
صالحه حيث تم النعيق في الاعلام بأن الجيش قد خلص مصر من جماعة الاخوان المسلمين والتي
ينتمي اليها الرئيس المصري المنتخب والتي وصفوها بأنها ارهابيه حتي يقنعوا الشعب
بالهدوء والرضاء بما يقررونه له .
ولكي يقنعوا العالم بأن جماعة الاخوان هي جماعة ارهابيه تم اختراع
عمليات ارهابيه ليس للاخوان اي يد فيها وبمجرد وقوع هذه العمليات الارهابيه وقبل
ان يتم التحقيق فيها يتم وصم الجماعة بأنها جماعيه ارهابيه وأنها المسئوله عن هذه
العمليات الارهابية بالرغم من اعتراف جهات اخري بالمسئوليه عنها .
والسؤال الآن كيف تم اكتشاف فجأة وبدون سابق انذار ان جماعة الاخوان
المسلمين هي جماعة إراهبيه بالرغم من السماح لها بتكوين حزب الحرية والعداله واحتلال
نسبه كبيره من اعضائها مقاعد مجلس الشعب والشوري وانتخاب رئيس للجمهورية المصرية
منها ؟
سؤال وجيه وخطير لان الاجابه عليه سوف تجعل المجلس العسكري و ما يدور
في فلكه من قضاء واعلام و داخليه في دائرة الاتهام التي تستوجب المسائله .
فكيف سمح الجيش ومخابراته والقضاء لهذه الجماعة ان تتقدم للانتخابات
المجالس النيابيه ورئاسه الجمهورية خمس مرات ولا تكتشف انها جماعة ارهابيه إلا إذا
كانت هذه الاجهزه متأمره مع هذه الجماعة ويجب محاكمه قاده الجيش و ما يدور في
فلكهم محاكمه عسكريه عليا علي فشلهم في عملهم .
ومن الامور المضحكة ان يتهم قاده الجيش المصري محمد مرسي رئيس
الجمهوريه بأنه سوابق وكان معتقل وسجينا سياسيا قبيل ثوره 25 يناير 2013 حتي
لايشارك فيها واتهموه بأنه اتصل بحماس في غزه أثناء الثوره لكي تأتي لاخراجه من
السجن وان حماس اخترقت الحدود بقواتها لكي تقتحم السجون المصرية لكي تمكنه من
الهرب من السجن ، والسؤال هو اين كان الجيش المصري واجهزه المخابرات اثناء عبور
قوات حماس من غزه الي داخل مصر والي جميع السجون التي تم اقتحامها ؟ أليس الجيش
والمخابرات مسئولين عن ذلك ؟ واليس وزاره الداخليه مسئوله عن حماية السجون فكيف
سمحوا بإقتحامها اليس هم مسئولين عن ذلك ويجب محاكمتهم علي ذلك ؟
سألت احد المؤيدين للدستور الجديد هذا السؤال فقال لي ان حماس جاءت عن
طريق الانفاق لذلك لم يكتشفها الجيش فضحكت وقلت له يعني لو جاءت اسرائيل لغزو مصر
من خلال الانفاق فإن الجيش لن يكتشفها فصمت ولم يجد اجابه عن سؤالي .
واليس ما يحدث في مصر من وصم الاخوان المسلمين بأنهم جماعة ارهابيه
بالزور إلا لإبعادهم عن الحكم لكي يعود الحكم مره اخري الي العسكر بعد اقناع الشعب
بأنهم هم الاقدر علي الحكم وانهم قد انقذوا المصريين من بلاء مستطير و جماعة رهيبه
اجراميه كانت ستخرب مصر و تبيع البلاد الي إسرائيل وإلي اخر الخزعبلات التي اذاعوها
من ابواق الاعلام لكي يقنعوالشعب بالموافقه علي دستور كتبه الموالون للعسكرفي السر
لإداره البلاد بالطريقه التي يحبونها بالرغم من معارضه غالبيه الشعب المصري له ، وبعد
ذلك يتم تعيين رئيس عسكري لمصر بدون انتخابات بمجرد تجمع المناصرين له في ميدان التحرير
الذي احتلته مدرعاتهم لكي يمنعوا اي متظاهر يعترض علي الانقلاب من التظاهر السلمي
فيه .
قال لي احد الموافقين علي الدستور ان هذا الدستور عشره علي عشره وانه
قد درسه دراسه وافيه فطلبت منه مساعدتي في فهم هذا الدستور حيث اني جاهل به ولا
اعلم بماذا اصوت "بنعم" ام "بلا" ام "اقاطع التصويت
بالمره " وسألته إني قد سمعت ان
دستور 2012 كان فيه ان المرأه والرجل متساويين في الحقوق والواجبات " بما
لايتعارض مع الشريعة الاسلاميه " وفي دستور 2013 تم حذف جمله : " بما
لايتعارض مع الشريعة الاسلاميه " فكيف تفسر ذلك وهل الرجل والمرأه في الاسلام
متساويين في الميراث مثلا ؟ فصمت ولم يعقب
.
وسألته سؤال اخر لم يجد إجابه عليه وهو : لماذا تمت مصادره اموال
الجمعيات الاسلاميه ولم تصادر اموال الجمعيات المسيحية ؟
وأسأله كثيره لايوجد اجابه عليها فمثلا قتل الجنود المصريين في سيناء
اليس وزير الدفاع هو المسئول عن حماية معسكراته وجنوده فكيف يتم تلفيق الاتهام
للرئيس الشرعي بأنه هو السبب في قتلهم و لايحاكم وزير الدفاع عن ذلك ويكافأ بأن
يتم تعيينه رئيس لجمهورية مصر ؟ وهل يصلح العسكر لحكم مصر بعد الآن ؟
اذا اعجبك الموضوع فإنشره لو سمحت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق