شاركنا رأيك

شاركنا رأيك

هل تعرفوا سعد حلاوة




-----------------------------
في يوم الثلاثاء 26 فبراير 1980.. في منتصف النهار .. أعلن أن السادات سوف يستقبل “إلياهو بن أليسار أول سفير لإسرائيل في مصر بقصر عابدين ليقدم أوراق اعتماده ،علي أثر إستسلام قادة جيشنا لتل ابيب في كامب ديفيد. ووقع هذا النبأ كالصاعقة على ملايين المصريين ،ولم يتمكن سعد إدريس حلاوة أبن محافظة القليوبية ،وهو في الخامسة والثلاثين من عمره تحمل هذه الصدمة. وفي نفس التوقيت الذي كان السادات يعانق “بن أليسار” في قصر عابدين اتجه سعد حلاوة إلى مقر الوحدة المحلية بقرية أجهور ومعه حقيبة جلدية بها سلاح، وراديو، وكشاف إضاءة وعدد من شرائط الكاسيت تتضمن عددا من الأغاني الوطنية، وطعام لمن احتجزهم . صعد حلاوة إلى مكاتب الموظفين بالوحدة المحلية ، وفجأة أخرج من الشنطة سلاح، وأمر كل الحاضرين بالثبات في مواقفهم بدون أي حركة ،لم يبق بالغرفة سوى اثنين من موظفي الوحدة ألجمتهما المفاجأة. أمرهما بعدم الحركة لأنهم رهائن معه ووعدهم بعدم المساس بحياتهما ، وأوضح لهما أنه لا عداء بينه وبينهما، ومشكلته مع من يستقبلون الأعداء، وبالفعل وضع مكبر الصوت وبدأ يخاطب أهالي القرية الذين ملئوا ساحة الوحدة المحلية وأسطح المنازل المجاورة، وأبلغهم بأنه ليس شريرا ولا مجرما، لكنه قرر أن يتحدى قرار السادات ويثأر لكرامة الوطنية على طريقته الخاصة التي أهدرها الرئيس السادات عندما وضع يده في يد السفير الإسرائيلي. وعلى الفور انتقل الخبر إلى القاهرة وقرر وزير داخلية اللواء “النبوي إسماعيل” توجيه قوات الأمن والفرق الخاصة والقناصة إلى قرية أجهور لمواجهة الموقف غير المتوقع أمنيًا، فلم يكن يخطر على بال النبوي إسماعيل أن يأتي رد الفعل الشعبي من فلاح في قرية متواضعة. امتلأت شوارع القرية الضيقة بالقوات وأعلن مطالبه بصراحة، وكانت كالآتي: طرد السفير الإسرائيلي من مصر، وإغلاق سفارتهم عندنا، وأن يتم إعلان ذلك في بيان رسمي يبث في الإذاعة المصرية مباشرة بعدها يتم إعلان الإفراج عن المحتجزين وتسليم نفسه للشرطة، ولكن وزير الداخلية أبلغ الرئيس السادات بالمطالب فسخر منها وأصدر أوامره بالتعامل معه باعتباره مجرمًا. وقام حلاوة بأدارة شريط الأغاني الوطنية والحماسية في هذه الأثناء كان الليل قد أرخى سدوله، وأخرج من جيب “البالطو” كشاف ضوء صغيرا اطمئن به على المحتجزين في جانب من الغرفة، بينما فرق الأمن تحيط المبنى من كل اتجاه. غطت عملية الاحتجاز في قرية أجهور على الخبر الهام المرتبط بتقديم أوراق اعتماد أول سفير لإسرائيل في مصر، وتوجهت معظم وسائل الإعلام إلى موقع الحادث، وبدأت وكالات الأنباء في توزيع الخبر، وشعر الرئيس السادات بالحرج من أصدقائه في تل أبيب والولايات المتحدة فأصدر أوامره للنبوي إسماعيل بإنهاء العملية قبل أن تتوسع أجهزة الإعلام في متابعتها وتغطية تفاصيلها وتحويل سعد حلاوة إلى بطل ربما تجذب قصته آخرين بما يغري بتكرارها. وبالفعل غافله احد الضباط وهجم علي سعد الذي أرهقه التعب وأدى الظلام إلى توتره وهجم عليه من الحجرة المجاورة موجهًا لسعد دفعة كبيرة من الرصاص استقر معظمها في الرأس فسقط على الفور بعد أن تهشمت جمجمته . ومات البطل الذي حمل السلاح لكنه لم ينوي أن يستخدمه؛ لأنه لا يعرف إلا الفأس.. وانتهت العملية بنبأ نشرته صحف صباح اليوم التالي في ركن الحوادث: “مختل عقليًا يحتجز رهائن في إحدى قرى القليوبية”. وبالرغم من التعتيم المحلي على كل تفاصيل الحادث وأبعاده السياسية في ذلك الوقت واتهام صاحبه بالخلل العقلي والجنون، فإن رد الفعل الخارجي كان مدويا، وأصبح للحادثة صدى إعلاميًا مؤثرًا في الأوساط السياسية والثقافية وصل إلى أن يرثي الشاعر الكبير “نزار قباني” سعد حلاوة بقصيدة شهيرة بعنوان: صديقي المجنون سعد حلاوة. وقال نزار عن الرجل في بعض مقاطعها:
سعد إدريس حلاوة هو مجنون مصر الجميل
الذي كان أجمل منا جميعًا وأفصح منا جميعًا
نحسب سعد في الجنة انها صفحة من صفحات خيانة مصر
وفيما يلي اغنية لامام تابعوها
https://www.youtube.com/watch?v=nNkm4o_DRAA
-----------------------
‫#‏صلاح_بديوي‬
-------------------
صورة سعد حلاوة
نرحب دائماً بالنقاشات المجدية والتعليقات التي تغني موضوعاتها 
 ،أنشر الموضوع ليعلم الناس الحقائق وكن أنت الآعلام البديل

ليست هناك تعليقات: