شاركنا رأيك

شاركنا رأيك

هل كانت ٣٠ يونيو ثورة ام انقلاب؟



في ١٩ مارس اجتاحت البلاد مظاهرات ضخمه مطالبه بتنحي اول رئيس ديمقراطي منتخب في تاريخ البلاد. أطلقت علي تلك المظاهرات “مسيره الله و العائلات من اجل الحريه و التمرد ضد الرئيس”. في ٣١ مارس أعطي الجيش إنذارا للرئيس انه يجب عليه ان يطرد معظم مستشاريه و يتخلي عن حزبه و الا فان الجيش لن يكون أمامه الا طرده. في ١ ابريل سيطر الجيش علي كل الميادين و الطرق الرئيسيه. و في صباح ٢ ابريل أعلن تنصيب رئيساً مؤقتا ووعد الجيش الجماهير بسرعه عوده الديمقراطيه و الحريات. اطلق الجيش علي ما حدث ثوره بينما اجمع العالم كله انه انقلاب.
.(هذه ليست مصر ٢٠١٣ و لكن البرازيل في ١٩٦٤ (المصدر الاول
حاول الجيش البرازيلي طويلا ان يطلق عليها ثوره ١٩٦٤ و كانت الحجه كما هي: التأييد الشعبي! و كان الجيش البرازيلي كل عام من ١٩٦٥-١٩٩٩ ينظم مؤتمر علمي لشرح ابعاد “ثوره ١٩٦٤” (المصدر الثاني) و لكن بالقطع استقر العالم كله ان يطلق علي احداث ١٩٦٤ في البرازيل انقلابا.
.تظهر الصوره الاولي المسيرات المؤيدة للانقلاب في البرازيل في نمط مشابه جدا لما حدث في مصر
إذن فأي انقلاب يمكن ان يكون مؤيدا من الجماهير و لكنه يظل انقلابا. و هذا يدحض احد اهم نقاط القائلين في مصر بأن ٣٠ يونيو ثوره لان اي انقلاب يمكن ان يكون مؤيدا من قطاعات من الشعب. بالعكس اهم انقلابات في تاريخ الشعوب مثل انقلاب ١٩٦٤ في البرازيل و انقلاب ١٩٥٣ في أيران ضد مصدق (الصوره الثانيه) كانوا مؤيدين شعبيا.
:تعريف ‫#‏الانقلاب‬
—————
تعرف كلية ‫#‏العلوم_السياسية‬ في جامعه أوبرن الأمريكيه (المصدر الرابع) بانه استيلاء سريع و حاسم علي الحكم باستخدام وسائل خارج القانون المتبع من قبل مجموعه منظمه داخل الحكومه و القاده العسكريين، عاده باستخدام القوه او الاعتقال او القتل ضد الرئيس القانوني و من يوالونه. عاده ما يحدث الانقلاب من القاده العسكريين الكبار و يحدث في الدول التي يكون تعلق المواطنين و الإدارات البيروقراطيه للدوله بالإجراءات الدستوريه ضعيفا.
لنأخذ الان كل نقطه من تعريف الانقلاب:
١- استيلاء سريع. طبعا. ففي خلال ٣ ايام سيطر ‫#‏الجيش‬ علي كل الدوله و اعتقل‫#‏الرئيس_المنتخب‬ و كل من يوالونه.
(٢- استخدام وسائل خارج القانون. دون شك. لقد قام السيد السيسي بتعليق الدستور و القوانين يوم ٣ يوليو (المصدر الخام.
٣- استخدام القوه ضد الرئيس و من يوالونه: تم اعتقال الرئيس و قيادات الدوله المواليه له و كما نعرف قتل الآلاف و تم و مازال يتم استخدام أقصي درجات العنف ضد كل من يوالي الرئيس.
٤- مجموعه صغيره منظمه دبرت الانقلاب. هذه هي نقطه الخلاف الرئيسيه.
كل السابق لا خلاف عليه و مؤيدو ‫#‏السيسي‬ اول من يقول ان النقاط الثلاثه السابقه صحيحه بالعكس يطالب بعضهم بعنف اكثر و تنحيه القانون جانبا اكثر حتي يتم التخلص من المعارضين بشكل اسرع.
الخلاف الرئيسي و الذي سنحسمه هنا هو في النقطه الرابعه و الأخيره و هي اداره الانقلاب من قبل مجموعه صغيره تسعي للاستيلاء علي السلطه.
تجري القصه الحكوميه كالتالي: ‫#‏حركة_تمرد‬ و الشعب انطلقوا في الميادين بعدد ٣٠ مليون و بالتالي كان لابد للجيش ان يستجيب و الا كانت حربا اهليه.
(في ١٢ يوليو ٢٠١٣ قالت د مني مكرم عبيد في محاضره في معهد الشرق الأوسط التالي (المصدر السادس :
في يوم ٣٠ يونيو تم استدعائها و قبل المظاهرات في ميدان التحرير و بعض الصفوه في مصر لاجتماع لأمر ضروري. ركز الاجتماع علي امر وحيد وهو طلب الجيش من المجتمعين “ان يطلبوا من الجيش التدخل لتحقيق الاستقرار في مصر
!”التدخل لتحقيق الاستقرار قبل ان تكون هناك مظاهرات”
!والجيش يطلب الاجتماع حتي يطلب منه المجتمعون (بمحض إرادتهم قطعا) التدخل لإنقاذ مصر
وعندما انتهت حركه تمرد بالخلاف علي توزيع الغنائم تحدث احد مؤسسيها السيد محب دوس (و هو مما لا يمكن اتهامه بالاخونه او التأسلم او قطعا بالإرهاب) ان الحركه كانت تأخذ أوامرها من الجيش و ان استثمارات تمرد كانت تطبع في الجيش و ان تمويل القاده كان يأتي من الجيش (المصدر السابع ). إذن لا نقاش هنا في ان الجيش قام بهندسه الانقلاب و التحضير له قبل ان يخطو بني آدم في ميدان التحرير في ليل يوم ٣٠ يونيو ٢٠١٣.
(و بالطبع يحضرنا هنا ما قاله قائد الجيش الثاني السيد وصفي عندما صرح: “قولوا عليه انقلاب لما السيسي ياخد نجمه زياده او يبقي رئيس” (المصدر الثامن
نقطه أعداد المتظاهرين يوم ٣٠ يونيو
——————————–
نصل لنقطه خلاف مهمه و هي ان ٣٠ مليون نزلوا في الميادين ضد مرسي و بالتالي لابد من احترام إرادتهم. و بصرف النظر عن حسابات المساحه التي تقضي باستحاله وصول العدد لهذا الرقم و تهكم الصحافه العالميه عليه (المصدر التاسع). فالسؤال الأساسي هو: ما فائده صندوق الاقتراع إذن؟ و ما فائده القوانين؟ و هل يمكن في المستقبل الالتجاء لعدد اللايكات علي فيسبوك لتحديد من يحكم؟
هذه نقطه مهمه في بلد مثل ‫#‏مصر‬ حدث به تجريف شديد لاحترام القانون و الدساتير. الواقع انه لا يوجد اي قانون او دستور يحترم في مصر الان الا اذا استخدمت معه القوه المفرِّطه. و هذه أشاره خطر للمجتمع و تفسخه. ان احد اهم أسباب حرص صفحه جوده علي ‫#‏الشرعيه‬ هي هذه النقطه. فالشعوب التي تقبل بعدم احترام الدساتير التي أقرتها و عدم احترام القوانين التي انبثقت من تلك الدساتير من قبل حتي المؤسسات المنوط بها فرض ‫#‏القانون‬، لابد ان تتقبل إذن حدوث تفسخ في القيم و الأخلاق و القواعد و القوانين و هو ما نراه يوميا. فكره القانون لا تتجزأ.
إذن لماذا ٢٥ يناير ثوره إذن و ليست انقلابا عسكريا؟
———————
نصل هنا للنقطه الأخيره التي يلجأ اليها مؤيدو السيسي. “طيب خلاص لو ٣٠ يونيو انقلاب تبقي ٢٥ يناير انقلاب”.
بصرف النظر عن بجاحه هذا الطرح في إصراره علي هدم اي شيئ جميل في تاريخ مصر فان الطرح ذاته غير حقيقي. لماذا؟ لان السيد مبارك لم يتم انتخابه مطلقا في انتخابات يمكن ان يطلق عليها شرعيه. فأنتخاباته و استفتاءاته لم يحضرها احد (المصدر العاشر) تماماً مثل انتخاب السيسي (الدوله تبحث عن صوت – الصوره الثالثه). و باستثناء السيد صفوت الشريف (ازهي عصور ‫#‏الديمقراطيه‬) فلا يوجد اي مركز حقوقي نعت انتخاب السيد مبارك بالديمقراطيه لذلك فالسيد مبارك يفتقد تماماً للشرعيه.
لذلك يصعب ان نقول ان مبارك رئيس شرعي من الناحيه الأخلاقيه.
لكن علينا ان نعود مره اخري لتعريف الانقلاب. هل كان ٢٥ يناير انقلابا؟
١- تغيير سريع. قطعا حدث تغيير سريع في ظرف اقل من أسبوعين.
٢- استخدام وسائل خارج القانون. نعم تم تعليق الدستور و تطبيق قانون الطوارئ.
٣- استخدام القوه ضد ‫#‏الرئيس‬ و من يوالونه. قطعا هذا لم يحدث. هل من الممكن ان يذكرنا احد بنوع القوه او الاعتقال او القتل او التهديد الذي استخدم ضد جمال مبارك او حسني مبارك او احمد عز او احمد فتحي سرور او زكريا عزمي؟
كانت ‫#‏وفونات‬ لساعات ليدلي بتصوراته عن ثوره قامت ضده!
(الصوره الرابعه) عومل مبارك من قبل الجميع باحترام. لا و حتي بعد الضغط الرهيب لم يلق القبض علي فتحي سرور الا في سريه. و كانت سوزان مبارك دائماً طليقه بالرغم من ضلوعها المعروف في اروقه الحكم. حتي فاروق حسني وزير ثقافتها لم يمسه اي شيئ.
لذلك فبالطبع لا تحقق ٢٥ يناير احد تعاريف الانقلاب.
و لكن الاهم هو الشرط الرابع للانقلاب و هو ما يميزه عن الثوره:
٤- مجموعه صغيره تستولي علي السلطه و تخطط لها.
في الواقع هذه احد مشاكل ٢٥ يناير حيث لم توجد مجموعه مترابطه و لم يظهر ما يمكن ان يطلق عليه قيادات الثوره بل شملت الثوره جميع الطوائف من الغني للفقير و من المسلم و المسيحي (الصوره الخامسه) حيث كان المسيحي يحمي المسلم وقت الصلاه.
اهم ما يميز ثوره ٢٥ يناير هو انعدام التخطيط المسبق و عدم وجود قياده مركزيه حقيقيه. اهم ما يميز انقلاب ٣٠ يونيو هو وجود مجموعه صغيره خططت و نفذت كما أثبتنا. لذلك ٢٥ يناير ثوره و ٣٠ يونيو انقلاب.
:المصادر
———
١- احداث انقلاب ١٩٦٤ في البرازيل.
http://en.wikipedia.org/wiki/1964_Brazilian_coup_d’%C3%A9tat
٢- الجيش البرازيلي يصر ان يطلق علي الانقلاب “ثوره ١٩٦٤”:
http://goo.gl/JxbsAJ
٣- استقرار كل الدراسات العالميه ان تطلق عليه انقلاب ١٩٦٤:
http://goo.gl/ApVVPB
٤- التعريف العلمي للانقلاب:
http://goo.gl/ylIYsN
hhttp://goo.gl/vuWaE9
٥- اعلان انقلاب السيد السيسي في مصر:
http://m.youtube.com/watch?v=ojh7jvuc-LI
٦- اعترافات مني مكرم عبيد عن ٣٠ يونيو:
٧- اعترافات حركه تمرد بعلاقتها مع الجيش:
http://goo.gl/cyOOHU
٨- تصريحات قاده ‫#‏الجيش_المصري‬ ذاتهم عن تعريف الانقلاب في نظرهم:
http://m.youtube.com/watch?v=P49E91RCibo
٩- تهكم الصحافه العالميه علي رقم ٣٠ مليون:
http://www.bbc.com/news/magazine-23312656
١٠- انتخابات السيد مبارك لم يحضرها احد:
http://goo.gl/JLYtto
"منقول بتصرف"
نرحب دائماً بالنقاشات المجدية والتعليقات التي تغني موضوعاتها ،
أنشر الموضوع ليعلم الناس الحقائق وكن أنت الآعلام البديل

ليست هناك تعليقات: