حديثي لك اليوم ليس ظنون أو تخمينات... أو أماني و تخيلات... أو تراكيب وإستنباطات... ولا حتى تحاليل منطقية وإستنتاجات...
حديثي لك اليوم عن "حقائق تاريخية ثابتة"... معظم أطرافها أحياء... ويمكنهم أن يؤكدوا كلامي بالنفي أو الإثبات...
لذلك أرجوك لا ترهقني بالجدال في التفاصيل والدلائل... وحاول أن تفكر و تركز معي في "الصورة الكبيرة"...
حتى تفهم الحقيقة...
حقيقة ما حدث وحقيقة الماضي...
فلا يمكننا أن نتقدم في المستقبل... إلا بعد فهم عاقل وواعي لحقيقة الأحداث في الماضي...
أرجوك... حاول تستخدم قطعة اللحم التي زرعها الله في جمجمتك... لتفكر وتفهم...
تفهم حقيقة ما حدث ويحدث من حولك... حتى لا تظل مجرد "مفعول به"...
إفهم الحقيقة حتى تجعل نفسك شريكا في فعل الحدث...
شريكا في تشكيل المستقبل... مستقبل بلدك وأولادك وأحفادك...
٭٭٭
وأرجوك لا تسيئ فهم كلامي بما يدعو للإحباط واليأس... ولا تظن أننا مجرد تروس في آلة مهولة لا نعرف كيف تدور ولا لماذا تدور... أو أننا جزء من مؤامرة عالمية كبرى لا فكاك منها...
لا...
وقد سبق أن قلت مرارا أن من يشعر بالإحباط واليأس عليه أن يجدد إيمانه ويختبر عقيدته وثقته في الله... فليس الهدف من كلامي أن أحبطك... وإنما الهدف أن أوعيك... حتى تعرف الحقيقة وكيف تدار الأمور... فلا تقع في نفس الأخطاء التي وقعت فيها من قبل... نتيجة عدم إدراكك لحقيقة الأمور...
وإذا كنت ترى أن الأمور تجري من سيئ إلى أسوأ... والإنقلابيون يحكمون قبضتهم على الشعب يوما بعد يوم... ومزيد من الشرفاء والأبرياء يقتلون ويذبحون ويعتقلون...
حتى يضيق صدرك...
وتصرخ: "متى نصر الله؟؟"...
إلا إن نصر الله قريب... ولكن...
ربما عليك أن تراجع نفسك... فقد تكون أنت من يحارب المعركة الخطأ بالسلاح الخطأ... في الزمان والمكان الخطأ... لأن إفتراضاتك الأساسية خطأ.
٭٭٭
وصدقني... الحل الموجود...
هناك حلول (وليس حل واحد فقط) لإسقاط الإنقلاب...
هناك حلول لتحرير بلدنا المخطوفة من "عصابة شر أجناد الأرض"...
والحلول كلها عملية وسلمية ولن تسيل قطرة دم واحدة!!!
ولكن... ما فائدة أن أقدم لك "الحل" وأنت لا تعرف "السؤال" ولا تفهم "المسألة"؟؟؟...
ماذا ينفعك في الإمتحان أن أعطيك الإجابة... دون أن أعطيك السؤال الذي هو موضوع الإجابة؟؟
ما فائدة أن أعطيك إجابة إمتحان الإنجليزي... وأنت تظن أنك في إمتحان الكيمياء؟؟!!
فأرجوك...
ساعدني على أن تفهم وبسرعة... حقيقة المشكلة... حقيقة ما حدث... حقيقة التاريخ...
وبعد أن تفهم الحقيقة... ستسطيع أنت بمفردك أن تعرف "الحل"...!!!
فإن لم تستطع... فسأساعدك بعدد من الحلول--ولكن في الوقت المناسب...
كل ما أطلبه منك... هو أن تفكر... حتى تفهم الحقيقة...
====================================================
بعد أن نجح المناضلون الإخوان في الصمود و صد غزوة الجمال والبغال والحمير على ميدان التحرير... وإضطرار "النظام" ممثلا في عمر سليمان للدخول في مفاوضات مع الأطراف... أعلن الإخوان مبدأ "مشاركة لا مغالبة"... ونجحوا بذلك في تحويل إنقلاب ٢٥ يناير ضد مسلسل التوريث... حولوه إلى ثورة شعبية حقيقية... إلتفت حولها طموحات قطاعات كبيرة من الشعب.
وبعد أن ركب "قائد الضربة الوهمية الأولى" طائرته للإستجمام في منتجع شرم... وقام بتفويض عصابة شر أجناد الأرض لإدارة شؤون البلاد... بعدها أعلن الإخوان مبدأ "لن ننافس على الرئاسة".
والحقيقة أن الإخوان إلتزموا بالمبدأين الذين عاهدا عليهما الشعب والقوى السياسية الأخرى:
٭٭ ففي الإنتخابات البرلمانية إلتزم الإخوان (حزب الحرية والعدالة) بمبدأ "مشاركة لا مغالبة"... ونافسوا فقط على نصف مقاعد مجلس الشعب... وفازوا بحوالي ٤٠٪ من المقاعد... بينما فازت التيارات الإسلامية الأخرى (النور--الوسط-- إلخ) بحوالي ٣٠٪... وفازت الأحزاب الغير إسلامية بال ٣٠٪ الباقية (أرقام تقريبية... لأني ما بحبش الفكة!!)
ولاحظ أن شخصيات ليبرالية--مثل وحيد عبد المجيد-- وناصرية--مثل حمدين صباحي-- دخلت مجلس الشعب على قائمة التحالف... يعني بالأصوات التي تؤيد الحرية والعدالة/الإخوان... وقد لا تؤيد هؤلاء الأشخاص بالضرورة.
وكان هذا دليل واضح على إلتزام الإخوان (وعن إقتناع) بمبدأ "مشاركة لا مغالبة".
٭٭ عندما قرر عبدالمنعم أبو الفتوح الترشح لإنتخابات الرئاسة... رفض الإخوان ذلك وأقالوه من عضوية الجماعة... وكما إتضح فيما بعد، فالأمر لم يكن "تمثيلية" وإنما كان الإخوان جادين في فصل أبو الفتوح... لأنه خرج عن قرار الجماعة بعدم المنافسة على الرئاسة... وربما لو كان أبو الفتوح قد صبر بضعة أشهر وإلتزم بنظام "السمع والطاعة"... فربما كان قد تغير تاريخه تماما... إلى الأفضل!!
.
.
إذا...
فما الذي حدث وأدى إلى خروج الإخوان عن إلتزامهم... ونزولهم معترك الرئاسة؟
عندما تعرف إجابة هذا السؤال... ستفهم كثيرا مما حدث ويحدث من حولك... الآن وفي المستقبل القريب...
==================================================
بعد الإنتخابات البرلمانية...
ذهب اللواء ا.ح. عبدالفتاح السيسي--مدير المخابرات الحربية--للمهندس خيرت الشاطر في مكتبه... وعرض عليه فكرة أن يترشح لرئاسة الجمهورية...
فرفض الشاطر الأمر بشدة... وأكد للسيسي أن الإخوان ملتزمون بما قطعوه على أنفسهم أمام الشعب وأمام التيارات السياسية الأخرى من عدم المنافسة على الرئاسة وأنهم مع "مشاركة لا مغالبة"...
(كان إتجاه الإخوان في ذلك الوقت هو دعم مرشح من غير الإخوان ولكن من خارج نظام مبارك... وكانت من ضمن الأسماء في ذلك الوقت: منصور حسن، حسام الغرياني، إلخ... لكنه في كل مرة كان إسم ما يبرز على الساحة... كان السيسي--بإعتباره العقل المدبر للمجلس العسكري--يتصل بهؤلاء الأطراف ويحذرهم ويهددهم من الدخول في الموضوع... فكان كل منهم سرعان ما يعلن إنسحابه من مجرد التفكير في أمر الترشح).
لكن اللواء السيسي ألح على خيرت الشاطر... وأكثر في الإلحاح... وقال له:
اللواء عمر سليمان سيترشح للرئاسة... وبما أنه كان نائب للرئيس مبارك وأقرب أعوانه وأطول رئيس للمخابرات العامة... فكل مؤسسات ومرافق الدولة ونظام مبارك كله تحت يده... وكما تعلم أن عمرو موسى أو أبو الفتوح أو حمدين صباحي ليس لهم وزن و لا توجد خلفهم أحزاب أو تيارات سياسية قوية تساندهم... وجميع الأحزاب السياسية في الحقيقة كرتونية وليس لها أي وزن شعبي...
فالأكيد... أنه لو لم ينزل مرشح للرئاسة من الإخوان ويدعمه الإخوان بكل قوة حتى يهزموا عمر سليمان...
فالأكيد أنه مع أي منافس آخر... سيفوز عمر سليمان ويصبح رئيسا للبلاد...
وعندما يصبح عمر سليمان رئيسا (وأنتم تعرفون من هو عمر سليمان) فلن يكتفي فقط بإعادة دولة مبارك كاملة...
وإنما سينصب لكم أنتم (الإخوان) ولنا نحن (المجلس العسكري الذي إنقلب على مبارك)... سينصب لنا جميعا المشانق...
لذلك يجب منع عمر سليمان من الفوز بالرئاسة بكل الطرق... وهذه مسألة حياة أو موت... بالنسبة لكم ولنا..
٭٭٭٭٭
وألح السيسي على خيرت الشاطر حتى وافق في النهاية على عرض الأمر على مكتب الإرشاد...
وعندما عرض الشاطر الأمر على الإرشاد قوبل برفض شديد... ولنفس الأسباب: أننا إلتزمنا أمام الشعب والتيارات السياسية الأخرى بالمشاركة لا المغالبة وأننا لن ننافس على الرئاسة... وعلينا أن نلتزم بوعدنا...
لكن عندما وضح لهم الشاطر ما أخبره به السيسي من ترشح عمر سليمان... ومن مخاطر فوز سليمان بالرئاسة على الثورة... بل وعلى حياة أعضاء الإخوان... وأنه من الضروري على الإخوان التصدي لمنع وصول أي واحد "من الجيش" للرئاسة... وبعد تكرار الإلحاح والإقناع... وافق مكتب الإرشاد على عرض الأمر على مجلس شورى الجماعة...
وفي مجلس الشورى تكرر نفس الأمر... من رفض مبدئي للفكرة ثم إلحاح وإقناع بضرورة مواجهة عمر سليمان... إلخ.
إلا أن الشاطر فشل في إقناع مجلس الشوري... وجائت نتيجة التصويت برفض المقترح ورفض نزول الإخوان معترك الرئاسة.
هل إنتهى الأمر عند هذا الحد؟
لا...
فقد عاود السيسي الإتصال والإلحاح على خيرت الشاطر... الذي عاود بدوره الإلحاح على مكتب الإرشاد... إلى أن تم دعوة مجلس الشورى للتصويت على الأمر مرة أخرى...
وفي هذه المرة أيضا... صوت مجلس الشورى بالرفض...
هل إنتهى الأمر عند هذا الحد؟
لا...
فقد عاود السيسي الإتصال والإلحاح على خيرت الشاطر... الذي عاود بدوره الإلحاح على مكتب الإرشاد... إلى أن تم دعوة مجلس الشورى للتصويت على الأمر مرة أخرى...
وفي هذه المرة الثالثة... نجح الشاطر في الحصول على موافقة مجلس شورى الإخوان... ولكن بأغلبية نسبية بسيطة... فقد كان معظم الإخوان يعارضون مبدأ الترشح... ومن وافق فقد وافق إضطرارا وإستشعارا لخطورة أن يصبح عمر سليمان رئيسا.
==========================================
بعد قرار الإخوان نزول معترك الرئاسة...
أخذ اللواء عبدالفتاح السيسي (شخصيا) المهندس خيرت الشاطر (شخصيا) وذهبا معا للقاء المستشار حاتم بجاتو (شخصيا) في مكتبه... للإستفسار عن إمكانية ترشح خيرت الشاطر للرئاسة.
(في وقت سابق... كان المجلس العسكري--الذي تبين فيما بعد أن السيسي كان عقله المفكر والمدبر-- كان قد أصدر قرارت بالعفو عن بعض المسجونين السياسيين... ومنهم خيرت الشاطر وأيمن نور... وهو ما يوضح أن النية كانت مبيتة عند السيسي للدفع بخيرت الشاطر ضد عمر سليمان منذ وقت طويل).
وبعد توضيح أن قرار العفو يسقط جميع الأحكام والعقوبات السابقة على خيرت الشاطر (وأيمن نور) فإنه لا يوجد عائق قانوني من الترشح...
قام المستشار بجاتو (شخصيا) وفي حضور السيسي (شخصيا) بإملاء النص القانوني لطلب الترشح على خيرت الشاطر... الذي قام بكتابته بخط يده.
٭٭٭٭٭
بعد تقديم خيرت الشاطر طلب الترشح... ذهب السيسي للمشير طنطاوي ليخبره بما حدث...
فكان رد طنطاوي حاسم وقال: "لن أعطي التحية العسكرية لخيرت الشاطر"... إنتهى الأمر... المشير قرر أنه لن يسمح له برئاسة مصر!!!!
كان تقدير المشير طنطاوي أن عمر سليمان شخصية مقززة ومكروهة شعبيا... في حين أن خيرت الشاطر هو العقل المحرك للإخوان بما عرف عنهم من قدرة تنظيمية مؤثرة في الشارع...
فالأكيد أنه لو جرت إنتخابات رئاسية عمر سليمان × خيرت الشاطر... فسيفوز الشاطر بسهولة وبفارق كبير لا يسمح بأي فرصة للتزوير...
٭٭٭٭٭
وإزاء هذا الموقف من المشير الرافض حتى لترشح خيرت الشاطر... وهو الموقف الذي صنعه السيسي بنفسه...
إقترح السيسي على طنطاوي: الإطاحة بعمر سليمان في مقابل الإطاحة بخيرت الشاطر... يعني نحرق الورقتين أمام بعض...
ونقوم بترحيل الصراع إلى منافسة بين أحمد شفيق ومحمد مرسي...
فوافق طنطاوي...
كان تقدير طنطاوي... أن أحمد شفيق مقبول شعبيا... وربما يكون الأكثر قابلية من بين كل أركان نظام مبارك... كما أن محمد مرسي لم يكن معروفا خارج نطاق الإخوان... وبالتالي فإن إنتخابات رئاسية أحمد شفيق × محمد مرسي ستكون فرصة شفيق في الفوز عالية... أو على الأقل ستكون النتيجة متقاربة بما يسمح بتزويرها لصالح شفيق.
٭٭٭٭٭
وبالفعل... تم رفض طلب ترشح عمر سليمان لسبب واهي جدا حول عدد التوكيلات... بينما رفض طلب ترشح خيرت الشاطر (وأخدوا أيمن نور في الرجلين) بحجة أن قرار العفو كان غير شامل وغير دستوري...
والطريف أنه لا عمر سليمان ولا خيرت الشاطر إعترضوا على قرار المنع... وإنما إستسلموا له بسهولة... وهذا لأن كلا الطرفين كان يفهم حقيقة الموضوع... وأنه تم التضحية بكلاهما مقابل الآخر في "صفقة" بين العسكر والإخوان... صفقة لا يعلم عنها لا العسكر ولا الإخوان... صفقة أتمها بالكامل عبد الفتاح السيسي (العقل المدبر للمجلس العسكري) ليس لصالح العسكر ولا لصالح الإخوان وإنما لحسابه هو الشخصي.
فالحقيقة أنه لا أحمد شفيق كان إستبن عمر سليمان... ولا محمد مرسي كان إستبن خيرت الشاطر...
وإنما يمكن القول أن عمر سليمان وخيرت الشاطر كانا "فدية" لأحمد شفيق ومحمد مرسي...
فقد كان عمر سليمان مرفوضا من العسكر ولكنهم قدموه للواجهة لإرهاب التيارات السياسية بحيث يصبح المرشح الأصلي أحمد شفيق أكثر قبولا...
وكذلك فإن محمد مرسي كان زعيم كتلة الإخوان في مجلس الشعب... وكان رئيس حزب الحرية والعدالة... فهو أعلى شخصية "سياسية" داخل الحزب/الإخوان... وكان ترشحه منطقي وطبيعي... وإنما كان تقديم خيرت الشاطر أيضا "فدية" لترهيب العسكر ودفعهم للقبول بالمرشح الأصلي محمد مرسي.
٭٭٭٭٭
وبالفعل جرت الإنتخابات الرئاسية بين محمد مرسي × أحمد شفيق (وبعض الشخصيات الأخرى كديكور مكمل) كما أرادها طنطاوي/السيسي منذ البداية...
لكن حدث شئ غير متوقع...
فقد نجح النائب حاتم عرام في تمرير تعديل بسيط على قانون الإنتخابات بحيث يكون حصر وإعلان النتائج داخل الدوائر الفرعية... وهو ما يعني إستحالة تزوير نتيجة الإنتخابات.
(وكان هذا هو أبسط نموذج عبقري للتدليل على إمكانية الإصلاح والقضاء على الفساد بأساليب سلمية وقانونية بسيطة وبدون إسالة دماء)
وبما للإخوان من إمكانات تنظيمية... نجحوا في حصر الأرقام من اللجان الفرعية... وإعلان النتيجة النهائية بفوز مرشحهم... في نفس الليلة.
وظل العسكر في حالة حيص بيص لمدة أسبوع... لا يعرفون ماذا يفعلون... وقد سد عليهم الإخوان باب تزوير النتيجة.
إلا أنه في النهاية... قرر المشير طنطاوي إعلان فوز أحمد شفيق وإلقاء النتيجة الرسمية في الزبالة... لدرجة أن قوات الحرس الجمهوري ذهبت فعلا ليلة إعلان النتيجة لحراسة منزل أحمد شفيق.
إلا أنه وفي صباح إعلان النتيجة...
ذهب السيسي إلى طنطاوي... وحذره أن لديه معلومات إستخباراتية مؤكدة أن البلد على وشك الإنفجار... وأن جميع التيارات السياسية ضد فوز أحمد شفيق (وإستشهد بإتفاق فيرمونت كمثال)... وحذر السيسي أنه لو تم تزوير النتيجة لصالح شفيق فستحدث أعمال عنف واسعة النطاق... ولن يكون من الممكن إحتوائها.
وإقترح السيسي على طنطاوي... ضرورة القبول بمرسي رئيسا وإعلان النتيجة الصحيحة... "على أن نشوف طريقة نخلص بيها منه فيما بعد".
(وكان طنطاوي قد سبق هذا الموقف بحل مجلس الشعب وإصدار إعلان دستوري يكرس السلطة التشريعية في يد المجلس العسكري "بتشكيله الحالي"... فكان تقدير طنطاوي أنه ومعه السلطة التشريعية والقضائية والتنفيذية والعسكرية والإعلامية... فإن محمد مرسي سيكون مقصوص الجناح ولا يملك إلا أن يكون سكرتارية عنده)
فوافق طنطاوي على فوز مرسي... وأصبح مرسي رئيسا...
وبالفعل... فقد كان طنطاوي والقضاء والإعلام وكل مفاصل الدولة يتعاملون مع مرسي على أنه مجرد ديكور أو سكرتارية لطنطاوي... لدرجة أنه عندما أصدر مرسي قرارا بإعفاء صغار الفلاحيين من ديونهم... قال له مدير البنك الزراعي بما معناه "روح إلعب بعيد"... وكانت الصحف تعرض أخبار طنطاوي في الصفحة الأولي بينما أخبار مرسي في الصحف الداخلية.
٭٭٭٭٭
لكن المشكلة كانت داخل الجيش... فقد تسبب إعلان فوز مرسي وقيام طنطاوي+عنان بإعطاء التحية العسكرية له... تسبب ذلك في حالة من السخط والغضب الشديد داخل الجيش... غضب ضد طنطاوي+عنان... فكيف لضباط في مكانتهما أن يهينا البدلة العسكرية المصرية... ويعطيا التحية لواحد: مدني... وإخوان... وملتحي... يالها من مهانة!!
لقد كان الجيش كله يغلي ضد طنطاوي+عنان... ربما أكثر من كراهيتهم لمرسي...
وما زاد الدين بله... هو أن السيسي بدأ تدريجيا في حجب المعلومات الإستخباراتية عن طنطاوي... حتى يورطه أكثر ويجعله يظهر أمام الضباط بمظهر العجوز المخرف الذي فقد زمام الأمور...
وكانت الكارثة عندما بلغت السيسي معلومات عن عملية ضد الجنود في سيناء... ولكنه حجب المعلومة عن طنطاوي... فلم يقم طنطاوي بأي فعل... وظهر أمام الجميع بمظهر العاجز عن حماية جنوده...
فبعد مقتل الجنود في سيناء في رمضان... كان كبار الضباط يتوسلون للسيسي أن يخلصهم من طنطاوي... لأنه خلاص خرف...
وبالطبع فعندما عرض السيسي على محمد مرسي فكرة الإنقلاب على طنطاوي... لم يكن مرسي ليمانع في ذلك...
لكن الأهم أن الضوء الأخضر قد جاء من البنتاجون...
فمن تسريبات وكيليكس منذ عام ٢٠٠٨ على الأقل... نعلم أن الإدارة الأمريكية لم تكن راضية عن طنطاوي... وتعتبره شخصية عجوزة متحجرة... ويقف عقبة أمام مصالح أمريكا في المنطقة... فبرغم أنه كان منبطح تماما لمبارك (ومن ثم لإسرائيل وأمريكا) إلا أنه ينتمي للمدرسة العسكرية السوفياتية... كما أنه شارك في حرب ١٩٧٣ ولازال يعتبر إسرائيل عدو...
فالهدف الواضح للإدارة الأمريكية منذ عام ٢٠٠٦ على الأقل كان ضرورة القيام بعملية تغيير شامل في الجيش المصري... تتلخص في محورين:
١. تجدد قيادة الجيش بدماء جديدة... لا تنتمي للمدرسة العسكرية السوفياتية... ويكون كل خبراتها من المدرسة الأمريكية... يعني ولاء فكري تام.
٢. تعديل العقيدة العسكرية للجيش المصري من "العدو الإسرائيلي" إلى "مكافحة الإرهاب الإسلامي".
وهذا الكلام مثبت في وثائق ويكيليكس... كما أنه يؤكده الواقع...
فبعد تولى السيسي وزارة الدفاع كانت النغمة السائدة هي "تجديد دماء الجيش"... وبعد أن قام السيسي بإنقلابه ضد مرسي جعل من "محاربة الإرهاب" خيار إستراتيجي للجيش ولمصر كلها... وكما نرى... فقد أصبحت مهمة الجيش المصري الوحيدة هي محاربة الإرهاب الإسلامي بالنيابة عن أمريكا... سواء كان ذلك الإرهاب في مصر أو ليبيا أو اليمن أو حتى العراق... فالجيش المصري أصبح هو وكيل العمليات القذرة التي لا يرغب الأمريكان تلطيخ أيديهم بها.
وهكذا... فقد إلتقت إرادة العسكر/الجيش مع إرادة مرسي/الإخوان مع إرادة الأمريكان... مع مصلحة السيسي الشخصية... على ضرورة التخلص من طنطاوي+عنان!!
والطريف أن طنطاوي+عنان لم يبديا أي معارضة أو مقاومة لقرار إقالتهما... فقد كانا يعلمان جيدا أن الكل ضدهم... خصوصا الجيش.
ومن العجائب أنه بعد أن ترك طنطاوي قصر الرئاسة... ذهب لمكتبه في وزارة الدفاع لجمع أوراقه ومتعلقاته الشخصية... فإذا به يجد عبد الفتاح السيسي جالس بالفعل على مكتبه!!!
٭٭٭٭
بعد الإطاحة بطنطاوي+عنان... أصبحت لدى مرسي فرصة ممارسة سلطاته كرئيس... فأعاد السلطة التشريعية لمجلس الشورى... وعمل على إصدار دستور جديد يحد من سلطات الرئيس ويضع قدر أكبر من السلطة في يد مجلس النواب ورئيس الوزراء... كما عمل تدريجيا على تطهير بؤر الفساد (كما ذكرت في مقال سابق: طرد التهامي، الملط، موافي إلخ)... وقيادات الدولة العميقة... لكن بحذر وبهدوء...
وبينما كان مرسي يعمل في التطهير... كان السيسي يلعب لعبته المفضلة... فإستخدم نفس الأدوات التي إستخدمها في ٢٥ يناير للإنقلاب ضد جمال وأبوه... إستخدمها هذه المرة للإنقلاب ضد أول (وآخر) رئيس منتخب ديموقراطيا في تاريخ مصر... فإستخدم الأذرع المخابراتية لتحريك مجموعات غير معروفة (تمرد--البلاك كلوت إلخ) لإحداث أجواء ثورة تبرر الإنقلاب العسكري...
فمن الناحية التقنية البحتة علاقة ٢٥ يناير ب ١١ فبراير... وهي نفسها علاقة ٣٠ يونيو ب ٣ يوليو... ففي جميع الأحوال نحن بصدد صنيعة مخابراتي يجري تصويره على أنه ثورة شعبية... بما يوفر غظاء ومبرر للإنقلاب العسكري... وهذه بالمناسبة وصفة مجربة في جميع أنحاء العالم... وكثير من "ثورات" العالم هي في حقيقتها تمثيلية مخابراتيه لتبرير الإنقلاب العسكري... وكان آخر نموذج على ذلك في تايلاند.
=====================================================
الخلاصة...
عبدالفتاح السيسي... عميل رباعي الأبعاد... يلعب لحساب الكل... بينما يلعب لحساب نفسه...
٭ فهو يلعب لحساب الأمريكان (البنتاجون تحديدا) عبر تقديم كل ما يطلبونه من "تجديد دم الجيش" و "تعديل العقيدة القتالية"... وهذا هو كل ما يريده الأمريكان من مصر في الوقت الحالي.
٭ لعب لحساب طنطاوي+عنان (وضدهم)... عبر إقناعهم بأنه يجب أن يتقرب من الإخوان حتى يصبح محل ثقتهم ويطلعوه على أسرارهم... ولكن ذلك يستدعي أن يقوم بتسريب بعض أسرار المجلس العسكري لهم... وأن يكون "ناصح أمين" لهم حتى يثقوا فيه... وهكذا نجح السيسي في قرطسة طنطاوي+عنان...
أما الدليل الأقوى على خيانته... فكانت الطريقة التي أطاح بطنطاوي وعنان... ومن قبلهما كيف تخلص من سليمان وشفيق.
٭ لعب لحساب الإخوان... فكان يحاول إقناعهم أنه هو "الإخواني الوحيد في الجيش"... وأنه معهم ويساعدهم بإخلاص... فكان يساعد الإخوان ويكشف لهم أخبار العسكر بعلم ورضا طنطاوي+عنان... وليس أدل على ذلك مما قام به من تشجيع خيرت الشاطر على الترشح ضد عمر سليمان... أو من قبل عندما ذهب للبلتاجي في ميدان التحرير وحذره من إقتراب غزوة الجمال والبغال... ولاشك أن الإخوان وخصوصا محمد مرسي وخيرت الشاطر كانوا "فاقسينه"... لكنهم لم يمانعوا في التعاون معه ما دام كل ما يقدمه لهم من خدمات كانت مفيدة فعلا...
٭ يلعب لحساب نفسه... والطريف أنه بينما كل الأطراف كانوا عارفينه وفاقسينه... إلا أنهم تركوه يلعب لعبته معهم ويكسرهم واحد تلو الآخر...!!
إذا.... فتسلسل الأحداث كان كما يلى:
١. ذكرت في مقال سابق ("كيف تستطيع المخابرات تحريك الشعوب") أنه من السهل جدا على الأجهزة الإستخباراتية إصطناع ثورة شعبية...
فكما إتضح لنا الآن... فحركة كفاية و ٦ أبريل وتمرد وبلاك بلوك... وأوتراس أهلاوي وزملكاوي وبورسعيداوي... ومعظم الأحزاب السياسية... ومعظم الحركات والتجمعات الشبابية...والسلفية وحزب النور... الكل تقريبا مخترق مخابراتيا... وكما وضحت من قبل فإن "الإختراق" ليس معناه أنهم عملاء... أو يعلمون أنهم عملاء... وإنما لأن رجل المخابرات عنده القدرة للتوجيه عن بعد... فيظنوا الناس أنهم "مخييرين" في حين أنهم في الحقيقة "مسييرين".
فمن السهل جدا على شخص في موقع اللواء السيسي... "إيجاد أجواء تشجع شباب ٦ إبريل للتعاون مع شباب الفيسبوك وتشجع أولتراس أهلاوي على التعاون مع الزملكاوي"... وينزلوا جميعا "للعكننة على الداخلية في يوم عيدها".... وهو ما يشجع قطاعات كبيرة من الشعب "السذج" للتصديق أننا بصدد ثورة فينزلوا هم أيضا للمشاركة... ومن السهل جدا على السيسي ترتيب عملية إقتحام الأقسام وفتح السجون وإشاعة الفوضى في البلد...
ببساطة... لقد كانت أحداث ٢٥ يناير "ثورة صناعية إستخباراتية" صنعها السيسي كغطاء ومبرر للإنقلاب العسكري في ٣٠ ديسمبر... والذي أنهي حلم التوريث لجيمي.
٢. بعد دخول الإخوان على الخط... وتحويلها لثورة شعبية حقيقية... إستثمار الوضع لتبرير إنقلاب ١١ فبراير... الذي أطاح بقائد الضربة الوهمية الأولى نفسه.... مع الإصرار على "تفويض المجلس العسكري بإدارة شؤون البلاد"... حتى لا يتمكن عمر سليمان من السلطة.
٣. طرح خيرت الشاطر في مواجهة عمر سليمان... حتى يضطر العسكر للتخلي عن عمر سليمان...
٤. وضع محمد مرسي في مواجهة أحمد شفيق (الذي فر بعدها للعمرة في دبي... ولم يرجع من يومها!!!)... وهكذا أزاح شفيق من طريقة...
٥. وضع مرسي في مواجهة طنطاوي+عنان... ليزيحهما من طريقة... ويصبح وزيرا للدفاع...
٦. وفي النهاية... إستخدام نفس الآليات التي إستخدمها في ٢٥ يناير... ولكن هذه المرة في تهييج الناس ضد مرسي... وإفتعال "ثورة ٣٠ يونيو" كغطاء لإنقلاب ٣ يوليو ضد مرسي.
وهكذا فعبر ثلاثة إنقلابات مغلفة بغلاف ثورات نجح عبد الفتاح السيسي في إزاحة جمال مبارك... ثم حسني مبارك... ثم عمر سليمان... ثم أحمد شفيق... ثم طنطاوي+عنان... ثم أخيرا محمد مرسي (وفي السكة أزاح بعض الأطراف الهامشية مثل منصور حسن، مراد موافي)
================================================
طبعا ستقول لي: ولكن السيسي ليس بهذا الذكاء حتى يستطيع تدبير كل هذه المؤامرة... ما إحنا شفنا وعرفنا الجحش ونعرف أنه لا يستطيع ترتيب جملة واحدة مفيدة!!
أقول لك ما قلته من قبل: الموضوع لا يحتاج ذكاء... وإنما يحتاج خسة وسفالة في التنفيذ... أما الذكاء في التخطيط والترتيب فكان قد تم بالفعل في البنتاجون (أثناء الإنقلاب على مرسي... كان تشاك هاجل يتصل بالسيسي يوميا تقريبا... يعطيه النصائح والإرشادات)... ولا تنسى أن السيسي يسانده "شلة المشاة" (صبحي--التهامي--حجازي)
٭٭٭٭٭
تقول لي: ولكن هذا التفسير التآمري لا يتسق مع "ربيع الثورات العربية".... فالثورة في تونس وقعت قبل ثورة مصر... ولا دخل للسيسي بتونس..
أقول لك: أن السيسي هو مجرد أداة تنفيذية.... وإن لم يكن هو فيوجد غيره مئات مستعدون لأداء المهمة.... لكن "ربيع الثورات العربية" هذا كان كله جزء من خطة ما يعرف ب "الشرق الأوسط الجديد"...
وهذه الخطة تعمل على إعادة تنظيم "الجمهوريات العربية" بصورة تضمن "إستقرار المنطقة" للأربعين سنة القادمة على الأقل... لأن أمريكا عندها مشاكل كبيرة قادمة في شرق آسيا... و "مش عايزين وجع دماغ" في الشرق الأوسط.
٭٭٭٭٭
تقول لي: ولكن كلامك هذا يعني أن الإخوان أيضا كان متقرطسين وكان السيسي يلعب بهم لمصلحته...
أقول لك: كلامك ممكن يكون صحيح لو كان الإخوان فعلا إبتلعوا الطعم... ولكن كما ذكرت من قبل فقد كانت قيادات الإخوان (مرسي--الشاطر--البلتاجي--العريان) كانوا "فاقسين" السيسي وفاهمين ألاعيبه... وذكرت في مقالات سابقة الأدلة على أن الدكتور محمد مرسي تحديدا كان يبالغ في التظاهر بالثقة العمياء في السيسي... كما نقول في العامية "بيسجده"...
لكن كل التصرفات والإجراءات على أرض الواقع كانت تؤكد أن قيادات الإخوان كانوا كاشفينه وفاقسينه...
وعلى سبيل المثال كانت إقالة فريد التهامي (الأب الروحي للسيسي في المخابرات--ونسيبه) صفعة قوية جدا للسيسي شخصيا... وجائته على يد مرسي بعد أسابيع معدودة من توليه وزارة الدفاع...
فالأكيد هو أن مرسي والشاطر كانوا فاقسين السيسي وفاهمين ملعوبه... وهو أيضا كان يعرف أنهم فاقسينه ويقومون بتكسير عصابته بهدوء... ولذلك كان الإنقلاب حتمي...
لكن ما يجب أن نفهمه أن القضية كانت أكبر من السيسي... فالسيسي ما هو إلا رمز لمنظومة فساد كبيرة... منظومة كانت هائجة ومجنونة عندما شعرت أن الدكتور مرسي يقوم بتقويض أركانها بهدوء مذهل...
الإخوان كانوا يجارون السيسي في لعبته... لأنه كان في الحقيقة نافعا لهم... كما لو كان إخوانجي فعلا!!!
١. نجح الإخوان بفضل نزولهم معترك الرئاسة... في تأجيل مذابح رابعة وأخواتها والإعتقالات والتعذيب سنة كاملة... من يوليو ٢٠١٣ على يد عمر سليمان إلى يوليو ٢٠١٤ على يد السيسي... أعطانا الإخوان عاما كاملا من الحرية التي لم نعرفها منذ قرون.
٢. نجح الإخوان في كشف حقيقة طريق الحرية والكرامة لهذا الشعب: عبر برلمان حر مستقل يعبر عن إرادة الشعب... من أول إستفتاء "الدستور أولا/الإنتخابات أولا" حيث أثبتوا الوعي بأهمية وجود برلمان يحافظ على حقوق الشعب... فلما قام العسكر+القضاة+الإعلام بحل البرلمان... سعى الرئيس مرسى لإنجاح الجمعية الدستورية في إصدار دستور يرسخ من سلطة مجلس النواب كحامي لإرادة الشعب.
كان الإخوان دائما يراهنون على برلمان يعبر عن إرادة الشعب... وكانوا يعتبرون البرلمان هو السبيل الوحيد لنجاة مصر... ولنجاتهم هم شخصيا...
وأزعم أن الرئيس مرسي كان مستعدا للإستقالة من منصبه... بعد إنتخابات البرلمان الجديد... بعد أن يكون قد وضع مصر على الطريق الصحيح...
والإنكلابيون أيضا كانوا يراهنون على البرلمان... ويعرفون أن البرلمان الحر المستقل الذي يعبر عن الشعب هو الأداة الحقيقة لإسقاط النظام الفاسد... لذلك تآمروا على البرلمان دائما... فمرة يقولون "الدستور أولا" ومرة يقولون "مبادئ فوق دستورية"... ومرة يقومون بحله... ثم يقومون بإعاقة قانون إنتخابات جديد... ثم ينقلبوا على الرئيس لمنعه من إنشاء برلمان جديد...
وحتى بعد الإنقلاب... عملوا على أن يكون البرلمان هو آخر نقطة في "خريطة الطريق"... بعد أن يكونوا رستقوا و طبخوا كل الأمور...
كشف لنا الإخوان أن البرلمان هو جوهر الصراع... وعرفونا ماذا يجب علينا أن نفعل لإنجاح ثورتنا المقبلة.
٣. كشف الإخوان كل واحد على حقيقته... وأخرج كل حقير ما في جوفه... بلا مواربة ولا إستحياء... وبذلك فعندما تقوم ثورتنا الحقيقة فلن يتمكن أي حقير من الإندساس وسطنا... ساعدنا الإخوان على تمييز شعبنا من شعبهم.
٭٭٭٭٭
إن كان للإخوان خطأ...
فهو أنهم مثل الكثير غيرهم صدقوا أن ٢٥ يناير كان ثورة شعبية حقيقة... وعندما نزل الإخوان للميدان يوم ٢٨ يناير ٢٠١١ كانوا كمن شق طريقه للمشنقة... لم يعد من الممكن التراجع... وإنما مجرد تأجيل للمحتوم...
كشف لن الإخوان أننا شعب لم يثر أبدا... وربما شعب غير قادر على الثورة.
ولكن بدون "خطأ" الإخوان هذا... فربما كان الكثير منا أيضا ضمن من يرقصون ويغنون "بشرة خير"...
فالإخوان ضحوا بأنفسهم... حتى يعيدوا لنا الوعي... يعيدوا لنا الروح...
ولذلك فثورتنا (الحقيقية) القادمة... حتما ستنجح... بإذن الله.
٭٭٭٭٭
تقول لي: ولكن كلامك هذا يصيبنا بالإحباط واليأس... ويجعلنا نقول "مافيش فايدة".
أقول لك: بالعكس... إقرأ كلامي جيدا... وستعلم أنه "فيه فايدة"... هناك حل... هناك حلول...
هناك حلول سهلة لإسقاط كل هؤلاء الخونة... وتحرير بلدنا وشعبنا ومستقبل أولادنا وأحفادنا...
لو لسه مش عارف إزاي... إقرأ كلامي مرة ثانية وستجد الحل بين السطور!!
حديثي لك اليوم عن "حقائق تاريخية ثابتة"... معظم أطرافها أحياء... ويمكنهم أن يؤكدوا كلامي بالنفي أو الإثبات...
لذلك أرجوك لا ترهقني بالجدال في التفاصيل والدلائل... وحاول أن تفكر و تركز معي في "الصورة الكبيرة"...
حتى تفهم الحقيقة...
حقيقة ما حدث وحقيقة الماضي...
فلا يمكننا أن نتقدم في المستقبل... إلا بعد فهم عاقل وواعي لحقيقة الأحداث في الماضي...
أرجوك... حاول تستخدم قطعة اللحم التي زرعها الله في جمجمتك... لتفكر وتفهم...
تفهم حقيقة ما حدث ويحدث من حولك... حتى لا تظل مجرد "مفعول به"...
إفهم الحقيقة حتى تجعل نفسك شريكا في فعل الحدث...
شريكا في تشكيل المستقبل... مستقبل بلدك وأولادك وأحفادك...
٭٭٭
وأرجوك لا تسيئ فهم كلامي بما يدعو للإحباط واليأس... ولا تظن أننا مجرد تروس في آلة مهولة لا نعرف كيف تدور ولا لماذا تدور... أو أننا جزء من مؤامرة عالمية كبرى لا فكاك منها...
لا...
وقد سبق أن قلت مرارا أن من يشعر بالإحباط واليأس عليه أن يجدد إيمانه ويختبر عقيدته وثقته في الله... فليس الهدف من كلامي أن أحبطك... وإنما الهدف أن أوعيك... حتى تعرف الحقيقة وكيف تدار الأمور... فلا تقع في نفس الأخطاء التي وقعت فيها من قبل... نتيجة عدم إدراكك لحقيقة الأمور...
وإذا كنت ترى أن الأمور تجري من سيئ إلى أسوأ... والإنقلابيون يحكمون قبضتهم على الشعب يوما بعد يوم... ومزيد من الشرفاء والأبرياء يقتلون ويذبحون ويعتقلون...
حتى يضيق صدرك...
وتصرخ: "متى نصر الله؟؟"...
إلا إن نصر الله قريب... ولكن...
ربما عليك أن تراجع نفسك... فقد تكون أنت من يحارب المعركة الخطأ بالسلاح الخطأ... في الزمان والمكان الخطأ... لأن إفتراضاتك الأساسية خطأ.
٭٭٭
وصدقني... الحل الموجود...
هناك حلول (وليس حل واحد فقط) لإسقاط الإنقلاب...
هناك حلول لتحرير بلدنا المخطوفة من "عصابة شر أجناد الأرض"...
والحلول كلها عملية وسلمية ولن تسيل قطرة دم واحدة!!!
ولكن... ما فائدة أن أقدم لك "الحل" وأنت لا تعرف "السؤال" ولا تفهم "المسألة"؟؟؟...
ماذا ينفعك في الإمتحان أن أعطيك الإجابة... دون أن أعطيك السؤال الذي هو موضوع الإجابة؟؟
ما فائدة أن أعطيك إجابة إمتحان الإنجليزي... وأنت تظن أنك في إمتحان الكيمياء؟؟!!
فأرجوك...
ساعدني على أن تفهم وبسرعة... حقيقة المشكلة... حقيقة ما حدث... حقيقة التاريخ...
وبعد أن تفهم الحقيقة... ستسطيع أنت بمفردك أن تعرف "الحل"...!!!
فإن لم تستطع... فسأساعدك بعدد من الحلول--ولكن في الوقت المناسب...
كل ما أطلبه منك... هو أن تفكر... حتى تفهم الحقيقة...
====================================================
بعد أن نجح المناضلون الإخوان في الصمود و صد غزوة الجمال والبغال والحمير على ميدان التحرير... وإضطرار "النظام" ممثلا في عمر سليمان للدخول في مفاوضات مع الأطراف... أعلن الإخوان مبدأ "مشاركة لا مغالبة"... ونجحوا بذلك في تحويل إنقلاب ٢٥ يناير ضد مسلسل التوريث... حولوه إلى ثورة شعبية حقيقية... إلتفت حولها طموحات قطاعات كبيرة من الشعب.
وبعد أن ركب "قائد الضربة الوهمية الأولى" طائرته للإستجمام في منتجع شرم... وقام بتفويض عصابة شر أجناد الأرض لإدارة شؤون البلاد... بعدها أعلن الإخوان مبدأ "لن ننافس على الرئاسة".
والحقيقة أن الإخوان إلتزموا بالمبدأين الذين عاهدا عليهما الشعب والقوى السياسية الأخرى:
٭٭ ففي الإنتخابات البرلمانية إلتزم الإخوان (حزب الحرية والعدالة) بمبدأ "مشاركة لا مغالبة"... ونافسوا فقط على نصف مقاعد مجلس الشعب... وفازوا بحوالي ٤٠٪ من المقاعد... بينما فازت التيارات الإسلامية الأخرى (النور--الوسط-- إلخ) بحوالي ٣٠٪... وفازت الأحزاب الغير إسلامية بال ٣٠٪ الباقية (أرقام تقريبية... لأني ما بحبش الفكة!!)
ولاحظ أن شخصيات ليبرالية--مثل وحيد عبد المجيد-- وناصرية--مثل حمدين صباحي-- دخلت مجلس الشعب على قائمة التحالف... يعني بالأصوات التي تؤيد الحرية والعدالة/الإخوان... وقد لا تؤيد هؤلاء الأشخاص بالضرورة.
وكان هذا دليل واضح على إلتزام الإخوان (وعن إقتناع) بمبدأ "مشاركة لا مغالبة".
٭٭ عندما قرر عبدالمنعم أبو الفتوح الترشح لإنتخابات الرئاسة... رفض الإخوان ذلك وأقالوه من عضوية الجماعة... وكما إتضح فيما بعد، فالأمر لم يكن "تمثيلية" وإنما كان الإخوان جادين في فصل أبو الفتوح... لأنه خرج عن قرار الجماعة بعدم المنافسة على الرئاسة... وربما لو كان أبو الفتوح قد صبر بضعة أشهر وإلتزم بنظام "السمع والطاعة"... فربما كان قد تغير تاريخه تماما... إلى الأفضل!!
.
.
إذا...
فما الذي حدث وأدى إلى خروج الإخوان عن إلتزامهم... ونزولهم معترك الرئاسة؟
عندما تعرف إجابة هذا السؤال... ستفهم كثيرا مما حدث ويحدث من حولك... الآن وفي المستقبل القريب...
==================================================
بعد الإنتخابات البرلمانية...
ذهب اللواء ا.ح. عبدالفتاح السيسي--مدير المخابرات الحربية--للمهندس خيرت الشاطر في مكتبه... وعرض عليه فكرة أن يترشح لرئاسة الجمهورية...
فرفض الشاطر الأمر بشدة... وأكد للسيسي أن الإخوان ملتزمون بما قطعوه على أنفسهم أمام الشعب وأمام التيارات السياسية الأخرى من عدم المنافسة على الرئاسة وأنهم مع "مشاركة لا مغالبة"...
(كان إتجاه الإخوان في ذلك الوقت هو دعم مرشح من غير الإخوان ولكن من خارج نظام مبارك... وكانت من ضمن الأسماء في ذلك الوقت: منصور حسن، حسام الغرياني، إلخ... لكنه في كل مرة كان إسم ما يبرز على الساحة... كان السيسي--بإعتباره العقل المدبر للمجلس العسكري--يتصل بهؤلاء الأطراف ويحذرهم ويهددهم من الدخول في الموضوع... فكان كل منهم سرعان ما يعلن إنسحابه من مجرد التفكير في أمر الترشح).
لكن اللواء السيسي ألح على خيرت الشاطر... وأكثر في الإلحاح... وقال له:
اللواء عمر سليمان سيترشح للرئاسة... وبما أنه كان نائب للرئيس مبارك وأقرب أعوانه وأطول رئيس للمخابرات العامة... فكل مؤسسات ومرافق الدولة ونظام مبارك كله تحت يده... وكما تعلم أن عمرو موسى أو أبو الفتوح أو حمدين صباحي ليس لهم وزن و لا توجد خلفهم أحزاب أو تيارات سياسية قوية تساندهم... وجميع الأحزاب السياسية في الحقيقة كرتونية وليس لها أي وزن شعبي...
فالأكيد... أنه لو لم ينزل مرشح للرئاسة من الإخوان ويدعمه الإخوان بكل قوة حتى يهزموا عمر سليمان...
فالأكيد أنه مع أي منافس آخر... سيفوز عمر سليمان ويصبح رئيسا للبلاد...
وعندما يصبح عمر سليمان رئيسا (وأنتم تعرفون من هو عمر سليمان) فلن يكتفي فقط بإعادة دولة مبارك كاملة...
وإنما سينصب لكم أنتم (الإخوان) ولنا نحن (المجلس العسكري الذي إنقلب على مبارك)... سينصب لنا جميعا المشانق...
لذلك يجب منع عمر سليمان من الفوز بالرئاسة بكل الطرق... وهذه مسألة حياة أو موت... بالنسبة لكم ولنا..
٭٭٭٭٭
وألح السيسي على خيرت الشاطر حتى وافق في النهاية على عرض الأمر على مكتب الإرشاد...
وعندما عرض الشاطر الأمر على الإرشاد قوبل برفض شديد... ولنفس الأسباب: أننا إلتزمنا أمام الشعب والتيارات السياسية الأخرى بالمشاركة لا المغالبة وأننا لن ننافس على الرئاسة... وعلينا أن نلتزم بوعدنا...
لكن عندما وضح لهم الشاطر ما أخبره به السيسي من ترشح عمر سليمان... ومن مخاطر فوز سليمان بالرئاسة على الثورة... بل وعلى حياة أعضاء الإخوان... وأنه من الضروري على الإخوان التصدي لمنع وصول أي واحد "من الجيش" للرئاسة... وبعد تكرار الإلحاح والإقناع... وافق مكتب الإرشاد على عرض الأمر على مجلس شورى الجماعة...
وفي مجلس الشورى تكرر نفس الأمر... من رفض مبدئي للفكرة ثم إلحاح وإقناع بضرورة مواجهة عمر سليمان... إلخ.
إلا أن الشاطر فشل في إقناع مجلس الشوري... وجائت نتيجة التصويت برفض المقترح ورفض نزول الإخوان معترك الرئاسة.
هل إنتهى الأمر عند هذا الحد؟
لا...
فقد عاود السيسي الإتصال والإلحاح على خيرت الشاطر... الذي عاود بدوره الإلحاح على مكتب الإرشاد... إلى أن تم دعوة مجلس الشورى للتصويت على الأمر مرة أخرى...
وفي هذه المرة أيضا... صوت مجلس الشورى بالرفض...
هل إنتهى الأمر عند هذا الحد؟
لا...
فقد عاود السيسي الإتصال والإلحاح على خيرت الشاطر... الذي عاود بدوره الإلحاح على مكتب الإرشاد... إلى أن تم دعوة مجلس الشورى للتصويت على الأمر مرة أخرى...
وفي هذه المرة الثالثة... نجح الشاطر في الحصول على موافقة مجلس شورى الإخوان... ولكن بأغلبية نسبية بسيطة... فقد كان معظم الإخوان يعارضون مبدأ الترشح... ومن وافق فقد وافق إضطرارا وإستشعارا لخطورة أن يصبح عمر سليمان رئيسا.
==========================================
بعد قرار الإخوان نزول معترك الرئاسة...
أخذ اللواء عبدالفتاح السيسي (شخصيا) المهندس خيرت الشاطر (شخصيا) وذهبا معا للقاء المستشار حاتم بجاتو (شخصيا) في مكتبه... للإستفسار عن إمكانية ترشح خيرت الشاطر للرئاسة.
(في وقت سابق... كان المجلس العسكري--الذي تبين فيما بعد أن السيسي كان عقله المفكر والمدبر-- كان قد أصدر قرارت بالعفو عن بعض المسجونين السياسيين... ومنهم خيرت الشاطر وأيمن نور... وهو ما يوضح أن النية كانت مبيتة عند السيسي للدفع بخيرت الشاطر ضد عمر سليمان منذ وقت طويل).
وبعد توضيح أن قرار العفو يسقط جميع الأحكام والعقوبات السابقة على خيرت الشاطر (وأيمن نور) فإنه لا يوجد عائق قانوني من الترشح...
قام المستشار بجاتو (شخصيا) وفي حضور السيسي (شخصيا) بإملاء النص القانوني لطلب الترشح على خيرت الشاطر... الذي قام بكتابته بخط يده.
٭٭٭٭٭
بعد تقديم خيرت الشاطر طلب الترشح... ذهب السيسي للمشير طنطاوي ليخبره بما حدث...
فكان رد طنطاوي حاسم وقال: "لن أعطي التحية العسكرية لخيرت الشاطر"... إنتهى الأمر... المشير قرر أنه لن يسمح له برئاسة مصر!!!!
كان تقدير المشير طنطاوي أن عمر سليمان شخصية مقززة ومكروهة شعبيا... في حين أن خيرت الشاطر هو العقل المحرك للإخوان بما عرف عنهم من قدرة تنظيمية مؤثرة في الشارع...
فالأكيد أنه لو جرت إنتخابات رئاسية عمر سليمان × خيرت الشاطر... فسيفوز الشاطر بسهولة وبفارق كبير لا يسمح بأي فرصة للتزوير...
٭٭٭٭٭
وإزاء هذا الموقف من المشير الرافض حتى لترشح خيرت الشاطر... وهو الموقف الذي صنعه السيسي بنفسه...
إقترح السيسي على طنطاوي: الإطاحة بعمر سليمان في مقابل الإطاحة بخيرت الشاطر... يعني نحرق الورقتين أمام بعض...
ونقوم بترحيل الصراع إلى منافسة بين أحمد شفيق ومحمد مرسي...
فوافق طنطاوي...
كان تقدير طنطاوي... أن أحمد شفيق مقبول شعبيا... وربما يكون الأكثر قابلية من بين كل أركان نظام مبارك... كما أن محمد مرسي لم يكن معروفا خارج نطاق الإخوان... وبالتالي فإن إنتخابات رئاسية أحمد شفيق × محمد مرسي ستكون فرصة شفيق في الفوز عالية... أو على الأقل ستكون النتيجة متقاربة بما يسمح بتزويرها لصالح شفيق.
٭٭٭٭٭
وبالفعل... تم رفض طلب ترشح عمر سليمان لسبب واهي جدا حول عدد التوكيلات... بينما رفض طلب ترشح خيرت الشاطر (وأخدوا أيمن نور في الرجلين) بحجة أن قرار العفو كان غير شامل وغير دستوري...
والطريف أنه لا عمر سليمان ولا خيرت الشاطر إعترضوا على قرار المنع... وإنما إستسلموا له بسهولة... وهذا لأن كلا الطرفين كان يفهم حقيقة الموضوع... وأنه تم التضحية بكلاهما مقابل الآخر في "صفقة" بين العسكر والإخوان... صفقة لا يعلم عنها لا العسكر ولا الإخوان... صفقة أتمها بالكامل عبد الفتاح السيسي (العقل المدبر للمجلس العسكري) ليس لصالح العسكر ولا لصالح الإخوان وإنما لحسابه هو الشخصي.
فالحقيقة أنه لا أحمد شفيق كان إستبن عمر سليمان... ولا محمد مرسي كان إستبن خيرت الشاطر...
وإنما يمكن القول أن عمر سليمان وخيرت الشاطر كانا "فدية" لأحمد شفيق ومحمد مرسي...
فقد كان عمر سليمان مرفوضا من العسكر ولكنهم قدموه للواجهة لإرهاب التيارات السياسية بحيث يصبح المرشح الأصلي أحمد شفيق أكثر قبولا...
وكذلك فإن محمد مرسي كان زعيم كتلة الإخوان في مجلس الشعب... وكان رئيس حزب الحرية والعدالة... فهو أعلى شخصية "سياسية" داخل الحزب/الإخوان... وكان ترشحه منطقي وطبيعي... وإنما كان تقديم خيرت الشاطر أيضا "فدية" لترهيب العسكر ودفعهم للقبول بالمرشح الأصلي محمد مرسي.
٭٭٭٭٭
وبالفعل جرت الإنتخابات الرئاسية بين محمد مرسي × أحمد شفيق (وبعض الشخصيات الأخرى كديكور مكمل) كما أرادها طنطاوي/السيسي منذ البداية...
لكن حدث شئ غير متوقع...
فقد نجح النائب حاتم عرام في تمرير تعديل بسيط على قانون الإنتخابات بحيث يكون حصر وإعلان النتائج داخل الدوائر الفرعية... وهو ما يعني إستحالة تزوير نتيجة الإنتخابات.
(وكان هذا هو أبسط نموذج عبقري للتدليل على إمكانية الإصلاح والقضاء على الفساد بأساليب سلمية وقانونية بسيطة وبدون إسالة دماء)
وبما للإخوان من إمكانات تنظيمية... نجحوا في حصر الأرقام من اللجان الفرعية... وإعلان النتيجة النهائية بفوز مرشحهم... في نفس الليلة.
وظل العسكر في حالة حيص بيص لمدة أسبوع... لا يعرفون ماذا يفعلون... وقد سد عليهم الإخوان باب تزوير النتيجة.
إلا أنه في النهاية... قرر المشير طنطاوي إعلان فوز أحمد شفيق وإلقاء النتيجة الرسمية في الزبالة... لدرجة أن قوات الحرس الجمهوري ذهبت فعلا ليلة إعلان النتيجة لحراسة منزل أحمد شفيق.
إلا أنه وفي صباح إعلان النتيجة...
ذهب السيسي إلى طنطاوي... وحذره أن لديه معلومات إستخباراتية مؤكدة أن البلد على وشك الإنفجار... وأن جميع التيارات السياسية ضد فوز أحمد شفيق (وإستشهد بإتفاق فيرمونت كمثال)... وحذر السيسي أنه لو تم تزوير النتيجة لصالح شفيق فستحدث أعمال عنف واسعة النطاق... ولن يكون من الممكن إحتوائها.
وإقترح السيسي على طنطاوي... ضرورة القبول بمرسي رئيسا وإعلان النتيجة الصحيحة... "على أن نشوف طريقة نخلص بيها منه فيما بعد".
(وكان طنطاوي قد سبق هذا الموقف بحل مجلس الشعب وإصدار إعلان دستوري يكرس السلطة التشريعية في يد المجلس العسكري "بتشكيله الحالي"... فكان تقدير طنطاوي أنه ومعه السلطة التشريعية والقضائية والتنفيذية والعسكرية والإعلامية... فإن محمد مرسي سيكون مقصوص الجناح ولا يملك إلا أن يكون سكرتارية عنده)
فوافق طنطاوي على فوز مرسي... وأصبح مرسي رئيسا...
وبالفعل... فقد كان طنطاوي والقضاء والإعلام وكل مفاصل الدولة يتعاملون مع مرسي على أنه مجرد ديكور أو سكرتارية لطنطاوي... لدرجة أنه عندما أصدر مرسي قرارا بإعفاء صغار الفلاحيين من ديونهم... قال له مدير البنك الزراعي بما معناه "روح إلعب بعيد"... وكانت الصحف تعرض أخبار طنطاوي في الصفحة الأولي بينما أخبار مرسي في الصحف الداخلية.
٭٭٭٭٭
لكن المشكلة كانت داخل الجيش... فقد تسبب إعلان فوز مرسي وقيام طنطاوي+عنان بإعطاء التحية العسكرية له... تسبب ذلك في حالة من السخط والغضب الشديد داخل الجيش... غضب ضد طنطاوي+عنان... فكيف لضباط في مكانتهما أن يهينا البدلة العسكرية المصرية... ويعطيا التحية لواحد: مدني... وإخوان... وملتحي... يالها من مهانة!!
لقد كان الجيش كله يغلي ضد طنطاوي+عنان... ربما أكثر من كراهيتهم لمرسي...
وما زاد الدين بله... هو أن السيسي بدأ تدريجيا في حجب المعلومات الإستخباراتية عن طنطاوي... حتى يورطه أكثر ويجعله يظهر أمام الضباط بمظهر العجوز المخرف الذي فقد زمام الأمور...
وكانت الكارثة عندما بلغت السيسي معلومات عن عملية ضد الجنود في سيناء... ولكنه حجب المعلومة عن طنطاوي... فلم يقم طنطاوي بأي فعل... وظهر أمام الجميع بمظهر العاجز عن حماية جنوده...
فبعد مقتل الجنود في سيناء في رمضان... كان كبار الضباط يتوسلون للسيسي أن يخلصهم من طنطاوي... لأنه خلاص خرف...
وبالطبع فعندما عرض السيسي على محمد مرسي فكرة الإنقلاب على طنطاوي... لم يكن مرسي ليمانع في ذلك...
لكن الأهم أن الضوء الأخضر قد جاء من البنتاجون...
فمن تسريبات وكيليكس منذ عام ٢٠٠٨ على الأقل... نعلم أن الإدارة الأمريكية لم تكن راضية عن طنطاوي... وتعتبره شخصية عجوزة متحجرة... ويقف عقبة أمام مصالح أمريكا في المنطقة... فبرغم أنه كان منبطح تماما لمبارك (ومن ثم لإسرائيل وأمريكا) إلا أنه ينتمي للمدرسة العسكرية السوفياتية... كما أنه شارك في حرب ١٩٧٣ ولازال يعتبر إسرائيل عدو...
فالهدف الواضح للإدارة الأمريكية منذ عام ٢٠٠٦ على الأقل كان ضرورة القيام بعملية تغيير شامل في الجيش المصري... تتلخص في محورين:
١. تجدد قيادة الجيش بدماء جديدة... لا تنتمي للمدرسة العسكرية السوفياتية... ويكون كل خبراتها من المدرسة الأمريكية... يعني ولاء فكري تام.
٢. تعديل العقيدة العسكرية للجيش المصري من "العدو الإسرائيلي" إلى "مكافحة الإرهاب الإسلامي".
وهذا الكلام مثبت في وثائق ويكيليكس... كما أنه يؤكده الواقع...
فبعد تولى السيسي وزارة الدفاع كانت النغمة السائدة هي "تجديد دماء الجيش"... وبعد أن قام السيسي بإنقلابه ضد مرسي جعل من "محاربة الإرهاب" خيار إستراتيجي للجيش ولمصر كلها... وكما نرى... فقد أصبحت مهمة الجيش المصري الوحيدة هي محاربة الإرهاب الإسلامي بالنيابة عن أمريكا... سواء كان ذلك الإرهاب في مصر أو ليبيا أو اليمن أو حتى العراق... فالجيش المصري أصبح هو وكيل العمليات القذرة التي لا يرغب الأمريكان تلطيخ أيديهم بها.
وهكذا... فقد إلتقت إرادة العسكر/الجيش مع إرادة مرسي/الإخوان مع إرادة الأمريكان... مع مصلحة السيسي الشخصية... على ضرورة التخلص من طنطاوي+عنان!!
والطريف أن طنطاوي+عنان لم يبديا أي معارضة أو مقاومة لقرار إقالتهما... فقد كانا يعلمان جيدا أن الكل ضدهم... خصوصا الجيش.
ومن العجائب أنه بعد أن ترك طنطاوي قصر الرئاسة... ذهب لمكتبه في وزارة الدفاع لجمع أوراقه ومتعلقاته الشخصية... فإذا به يجد عبد الفتاح السيسي جالس بالفعل على مكتبه!!!
٭٭٭٭
بعد الإطاحة بطنطاوي+عنان... أصبحت لدى مرسي فرصة ممارسة سلطاته كرئيس... فأعاد السلطة التشريعية لمجلس الشورى... وعمل على إصدار دستور جديد يحد من سلطات الرئيس ويضع قدر أكبر من السلطة في يد مجلس النواب ورئيس الوزراء... كما عمل تدريجيا على تطهير بؤر الفساد (كما ذكرت في مقال سابق: طرد التهامي، الملط، موافي إلخ)... وقيادات الدولة العميقة... لكن بحذر وبهدوء...
وبينما كان مرسي يعمل في التطهير... كان السيسي يلعب لعبته المفضلة... فإستخدم نفس الأدوات التي إستخدمها في ٢٥ يناير للإنقلاب ضد جمال وأبوه... إستخدمها هذه المرة للإنقلاب ضد أول (وآخر) رئيس منتخب ديموقراطيا في تاريخ مصر... فإستخدم الأذرع المخابراتية لتحريك مجموعات غير معروفة (تمرد--البلاك كلوت إلخ) لإحداث أجواء ثورة تبرر الإنقلاب العسكري...
فمن الناحية التقنية البحتة علاقة ٢٥ يناير ب ١١ فبراير... وهي نفسها علاقة ٣٠ يونيو ب ٣ يوليو... ففي جميع الأحوال نحن بصدد صنيعة مخابراتي يجري تصويره على أنه ثورة شعبية... بما يوفر غظاء ومبرر للإنقلاب العسكري... وهذه بالمناسبة وصفة مجربة في جميع أنحاء العالم... وكثير من "ثورات" العالم هي في حقيقتها تمثيلية مخابراتيه لتبرير الإنقلاب العسكري... وكان آخر نموذج على ذلك في تايلاند.
=====================================================
الخلاصة...
عبدالفتاح السيسي... عميل رباعي الأبعاد... يلعب لحساب الكل... بينما يلعب لحساب نفسه...
٭ فهو يلعب لحساب الأمريكان (البنتاجون تحديدا) عبر تقديم كل ما يطلبونه من "تجديد دم الجيش" و "تعديل العقيدة القتالية"... وهذا هو كل ما يريده الأمريكان من مصر في الوقت الحالي.
٭ لعب لحساب طنطاوي+عنان (وضدهم)... عبر إقناعهم بأنه يجب أن يتقرب من الإخوان حتى يصبح محل ثقتهم ويطلعوه على أسرارهم... ولكن ذلك يستدعي أن يقوم بتسريب بعض أسرار المجلس العسكري لهم... وأن يكون "ناصح أمين" لهم حتى يثقوا فيه... وهكذا نجح السيسي في قرطسة طنطاوي+عنان...
أما الدليل الأقوى على خيانته... فكانت الطريقة التي أطاح بطنطاوي وعنان... ومن قبلهما كيف تخلص من سليمان وشفيق.
٭ لعب لحساب الإخوان... فكان يحاول إقناعهم أنه هو "الإخواني الوحيد في الجيش"... وأنه معهم ويساعدهم بإخلاص... فكان يساعد الإخوان ويكشف لهم أخبار العسكر بعلم ورضا طنطاوي+عنان... وليس أدل على ذلك مما قام به من تشجيع خيرت الشاطر على الترشح ضد عمر سليمان... أو من قبل عندما ذهب للبلتاجي في ميدان التحرير وحذره من إقتراب غزوة الجمال والبغال... ولاشك أن الإخوان وخصوصا محمد مرسي وخيرت الشاطر كانوا "فاقسينه"... لكنهم لم يمانعوا في التعاون معه ما دام كل ما يقدمه لهم من خدمات كانت مفيدة فعلا...
٭ يلعب لحساب نفسه... والطريف أنه بينما كل الأطراف كانوا عارفينه وفاقسينه... إلا أنهم تركوه يلعب لعبته معهم ويكسرهم واحد تلو الآخر...!!
إذا.... فتسلسل الأحداث كان كما يلى:
١. ذكرت في مقال سابق ("كيف تستطيع المخابرات تحريك الشعوب") أنه من السهل جدا على الأجهزة الإستخباراتية إصطناع ثورة شعبية...
فكما إتضح لنا الآن... فحركة كفاية و ٦ أبريل وتمرد وبلاك بلوك... وأوتراس أهلاوي وزملكاوي وبورسعيداوي... ومعظم الأحزاب السياسية... ومعظم الحركات والتجمعات الشبابية...والسلفية وحزب النور... الكل تقريبا مخترق مخابراتيا... وكما وضحت من قبل فإن "الإختراق" ليس معناه أنهم عملاء... أو يعلمون أنهم عملاء... وإنما لأن رجل المخابرات عنده القدرة للتوجيه عن بعد... فيظنوا الناس أنهم "مخييرين" في حين أنهم في الحقيقة "مسييرين".
فمن السهل جدا على شخص في موقع اللواء السيسي... "إيجاد أجواء تشجع شباب ٦ إبريل للتعاون مع شباب الفيسبوك وتشجع أولتراس أهلاوي على التعاون مع الزملكاوي"... وينزلوا جميعا "للعكننة على الداخلية في يوم عيدها".... وهو ما يشجع قطاعات كبيرة من الشعب "السذج" للتصديق أننا بصدد ثورة فينزلوا هم أيضا للمشاركة... ومن السهل جدا على السيسي ترتيب عملية إقتحام الأقسام وفتح السجون وإشاعة الفوضى في البلد...
ببساطة... لقد كانت أحداث ٢٥ يناير "ثورة صناعية إستخباراتية" صنعها السيسي كغطاء ومبرر للإنقلاب العسكري في ٣٠ ديسمبر... والذي أنهي حلم التوريث لجيمي.
٢. بعد دخول الإخوان على الخط... وتحويلها لثورة شعبية حقيقية... إستثمار الوضع لتبرير إنقلاب ١١ فبراير... الذي أطاح بقائد الضربة الوهمية الأولى نفسه.... مع الإصرار على "تفويض المجلس العسكري بإدارة شؤون البلاد"... حتى لا يتمكن عمر سليمان من السلطة.
٣. طرح خيرت الشاطر في مواجهة عمر سليمان... حتى يضطر العسكر للتخلي عن عمر سليمان...
٤. وضع محمد مرسي في مواجهة أحمد شفيق (الذي فر بعدها للعمرة في دبي... ولم يرجع من يومها!!!)... وهكذا أزاح شفيق من طريقة...
٥. وضع مرسي في مواجهة طنطاوي+عنان... ليزيحهما من طريقة... ويصبح وزيرا للدفاع...
٦. وفي النهاية... إستخدام نفس الآليات التي إستخدمها في ٢٥ يناير... ولكن هذه المرة في تهييج الناس ضد مرسي... وإفتعال "ثورة ٣٠ يونيو" كغطاء لإنقلاب ٣ يوليو ضد مرسي.
وهكذا فعبر ثلاثة إنقلابات مغلفة بغلاف ثورات نجح عبد الفتاح السيسي في إزاحة جمال مبارك... ثم حسني مبارك... ثم عمر سليمان... ثم أحمد شفيق... ثم طنطاوي+عنان... ثم أخيرا محمد مرسي (وفي السكة أزاح بعض الأطراف الهامشية مثل منصور حسن، مراد موافي)
================================================
طبعا ستقول لي: ولكن السيسي ليس بهذا الذكاء حتى يستطيع تدبير كل هذه المؤامرة... ما إحنا شفنا وعرفنا الجحش ونعرف أنه لا يستطيع ترتيب جملة واحدة مفيدة!!
أقول لك ما قلته من قبل: الموضوع لا يحتاج ذكاء... وإنما يحتاج خسة وسفالة في التنفيذ... أما الذكاء في التخطيط والترتيب فكان قد تم بالفعل في البنتاجون (أثناء الإنقلاب على مرسي... كان تشاك هاجل يتصل بالسيسي يوميا تقريبا... يعطيه النصائح والإرشادات)... ولا تنسى أن السيسي يسانده "شلة المشاة" (صبحي--التهامي--حجازي)
٭٭٭٭٭
تقول لي: ولكن هذا التفسير التآمري لا يتسق مع "ربيع الثورات العربية".... فالثورة في تونس وقعت قبل ثورة مصر... ولا دخل للسيسي بتونس..
أقول لك: أن السيسي هو مجرد أداة تنفيذية.... وإن لم يكن هو فيوجد غيره مئات مستعدون لأداء المهمة.... لكن "ربيع الثورات العربية" هذا كان كله جزء من خطة ما يعرف ب "الشرق الأوسط الجديد"...
وهذه الخطة تعمل على إعادة تنظيم "الجمهوريات العربية" بصورة تضمن "إستقرار المنطقة" للأربعين سنة القادمة على الأقل... لأن أمريكا عندها مشاكل كبيرة قادمة في شرق آسيا... و "مش عايزين وجع دماغ" في الشرق الأوسط.
٭٭٭٭٭
تقول لي: ولكن كلامك هذا يعني أن الإخوان أيضا كان متقرطسين وكان السيسي يلعب بهم لمصلحته...
أقول لك: كلامك ممكن يكون صحيح لو كان الإخوان فعلا إبتلعوا الطعم... ولكن كما ذكرت من قبل فقد كانت قيادات الإخوان (مرسي--الشاطر--البلتاجي--العريان) كانوا "فاقسين" السيسي وفاهمين ألاعيبه... وذكرت في مقالات سابقة الأدلة على أن الدكتور محمد مرسي تحديدا كان يبالغ في التظاهر بالثقة العمياء في السيسي... كما نقول في العامية "بيسجده"...
لكن كل التصرفات والإجراءات على أرض الواقع كانت تؤكد أن قيادات الإخوان كانوا كاشفينه وفاقسينه...
وعلى سبيل المثال كانت إقالة فريد التهامي (الأب الروحي للسيسي في المخابرات--ونسيبه) صفعة قوية جدا للسيسي شخصيا... وجائته على يد مرسي بعد أسابيع معدودة من توليه وزارة الدفاع...
فالأكيد هو أن مرسي والشاطر كانوا فاقسين السيسي وفاهمين ملعوبه... وهو أيضا كان يعرف أنهم فاقسينه ويقومون بتكسير عصابته بهدوء... ولذلك كان الإنقلاب حتمي...
لكن ما يجب أن نفهمه أن القضية كانت أكبر من السيسي... فالسيسي ما هو إلا رمز لمنظومة فساد كبيرة... منظومة كانت هائجة ومجنونة عندما شعرت أن الدكتور مرسي يقوم بتقويض أركانها بهدوء مذهل...
الإخوان كانوا يجارون السيسي في لعبته... لأنه كان في الحقيقة نافعا لهم... كما لو كان إخوانجي فعلا!!!
١. نجح الإخوان بفضل نزولهم معترك الرئاسة... في تأجيل مذابح رابعة وأخواتها والإعتقالات والتعذيب سنة كاملة... من يوليو ٢٠١٣ على يد عمر سليمان إلى يوليو ٢٠١٤ على يد السيسي... أعطانا الإخوان عاما كاملا من الحرية التي لم نعرفها منذ قرون.
٢. نجح الإخوان في كشف حقيقة طريق الحرية والكرامة لهذا الشعب: عبر برلمان حر مستقل يعبر عن إرادة الشعب... من أول إستفتاء "الدستور أولا/الإنتخابات أولا" حيث أثبتوا الوعي بأهمية وجود برلمان يحافظ على حقوق الشعب... فلما قام العسكر+القضاة+الإعلام بحل البرلمان... سعى الرئيس مرسى لإنجاح الجمعية الدستورية في إصدار دستور يرسخ من سلطة مجلس النواب كحامي لإرادة الشعب.
كان الإخوان دائما يراهنون على برلمان يعبر عن إرادة الشعب... وكانوا يعتبرون البرلمان هو السبيل الوحيد لنجاة مصر... ولنجاتهم هم شخصيا...
وأزعم أن الرئيس مرسي كان مستعدا للإستقالة من منصبه... بعد إنتخابات البرلمان الجديد... بعد أن يكون قد وضع مصر على الطريق الصحيح...
والإنكلابيون أيضا كانوا يراهنون على البرلمان... ويعرفون أن البرلمان الحر المستقل الذي يعبر عن الشعب هو الأداة الحقيقة لإسقاط النظام الفاسد... لذلك تآمروا على البرلمان دائما... فمرة يقولون "الدستور أولا" ومرة يقولون "مبادئ فوق دستورية"... ومرة يقومون بحله... ثم يقومون بإعاقة قانون إنتخابات جديد... ثم ينقلبوا على الرئيس لمنعه من إنشاء برلمان جديد...
وحتى بعد الإنقلاب... عملوا على أن يكون البرلمان هو آخر نقطة في "خريطة الطريق"... بعد أن يكونوا رستقوا و طبخوا كل الأمور...
كشف لنا الإخوان أن البرلمان هو جوهر الصراع... وعرفونا ماذا يجب علينا أن نفعل لإنجاح ثورتنا المقبلة.
٣. كشف الإخوان كل واحد على حقيقته... وأخرج كل حقير ما في جوفه... بلا مواربة ولا إستحياء... وبذلك فعندما تقوم ثورتنا الحقيقة فلن يتمكن أي حقير من الإندساس وسطنا... ساعدنا الإخوان على تمييز شعبنا من شعبهم.
٭٭٭٭٭
إن كان للإخوان خطأ...
فهو أنهم مثل الكثير غيرهم صدقوا أن ٢٥ يناير كان ثورة شعبية حقيقة... وعندما نزل الإخوان للميدان يوم ٢٨ يناير ٢٠١١ كانوا كمن شق طريقه للمشنقة... لم يعد من الممكن التراجع... وإنما مجرد تأجيل للمحتوم...
كشف لن الإخوان أننا شعب لم يثر أبدا... وربما شعب غير قادر على الثورة.
ولكن بدون "خطأ" الإخوان هذا... فربما كان الكثير منا أيضا ضمن من يرقصون ويغنون "بشرة خير"...
فالإخوان ضحوا بأنفسهم... حتى يعيدوا لنا الوعي... يعيدوا لنا الروح...
ولذلك فثورتنا (الحقيقية) القادمة... حتما ستنجح... بإذن الله.
٭٭٭٭٭
تقول لي: ولكن كلامك هذا يصيبنا بالإحباط واليأس... ويجعلنا نقول "مافيش فايدة".
أقول لك: بالعكس... إقرأ كلامي جيدا... وستعلم أنه "فيه فايدة"... هناك حل... هناك حلول...
هناك حلول سهلة لإسقاط كل هؤلاء الخونة... وتحرير بلدنا وشعبنا ومستقبل أولادنا وأحفادنا...
لو لسه مش عارف إزاي... إقرأ كلامي مرة ثانية وستجد الحل بين السطور!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق