شاركنا رأيك

شاركنا رأيك

تفجيرات بروكسل والتوظيف القذر



أ.د يوسف رزقة
أسفرت تفجيرات بلجيكا عن مقتل (٣٠) مواطنا، وإصابة (٢٥٠) آخرين تقريبا. الانفجارات المتزامنة نشرت الرعب في بلجيكا ودول أوربية أخرى. كانت ردة الفعل الأولى هي إغلاق المطار، وإيقاف حركة المترو ، والبحث عن المشتبه فيهم، ودخلت جلّ دول الاتحاد الأوربي في عملية بحث أمني مكثف ، وإجراء تبادل معلومات، ومراقبة الحدود، ومراقبة أبناء الجالية الإسلامية، وحدثت حالة من الهستيريا واسعة النطاق على وسائل الإعلام الجديد تحرض على المسلمين، وعلى المهاجرين. 
في فرنسا تضامنوا مع بلجيكا وأضاءوا برج إفيل بالعلم البلجيكي، وتضامنت الإمارات العربية المتحدة مع بلجيكا على الطريقة الفرنسية حيث غطى العلم البلجيكي برج خليفة. دول كثيرة أعربت عن إدانتها للتفجيرات، وأعربت عن تضامنها مع بروكسل، وكانت تركيا من ضمن هذه الدول، ولكن ثمة استهجان في تركيا من الموقف الفرنسي الذي تضامن بهذا الشكل وهذه السرعة مع بلجيكا، بينما لم يتضامن مع تركيا في تفجيرات أنقرة وهي تفجيرات مميتة، ولم يقل الإعلام الأوربي ( كلنا أنقرة؟!) كما قال:( كلنا بروكسل). هذه الحالة العنصرية أغضبت الأتراك، وهي جدير بأن تغضب كل من يبحث عن المساوة.
تضامن العالم الغربي مع نفسه في أحداث بروكسل المؤسفة، مما يعني أن تركيا شيئا آخر. تضامن مع نفسه ولكنه وقف متفرجا على نصف مليون قتيل في سوريا، وعلى مئات القتلى إعداما و اغتيالا في فلسطين المحتلة. ومع ذلك، فيبدو أن سياسة بروكسل لم ترق لطموحات دولة العدو، حتى أن وزير النقل في حكومة نيتنياهو ( يسرائيل كاتس) شرع يتشفى بهم، ويحرض قيادة بلجيكا على المسلمين والعرب في استغلال قذر للحدث، حيث قال مخاطبا حكومة بلجيكا :”إذا ما استمروا في بلجيكا يأكلون الشيكولاتة، وإذا ما استمروا في الاستمتاع بالحياة والظهور كليبراليين وديمقراطيين عظام، ولم يعترفوا بأن بعض المسلمين ينخرطون في الإرهاب، سيكونون غير قادرين على محاربتهم؟! 
هكذا محاربة المسلمين بلا تمييز؟! كاتس يصب الزيت على النار، ويطالب بلجيكا بالعمل ضد المسلمين، بوصفهم إرهابيين؟! هكذا بكل وقاح وتبجح، رغم أن الجالية الإسلامية في أوربا هي الأكثر استنكارا للتفجيرات، والأكثر تضررا منها، لأنها تهدد وجودهم، وتعرقل مصالحهم، وتجعلهم منبوذين، بينما المستفيد الأول من هذه التفجيرات هي (إسرائيل ) التي تسعى إلى القضاء على النفوذ العربي والإسلامي في أوربا.
دولة العدو تنفذ خطة استراتيجية تراكمية لمواجهة التحولات الغربية لصالح القضية الفلسطينية، بعد نجاح المسلمين في أوربا في حملة مقاطعة الأكاديميين في ( إسرائيل)، ونجاح حملة مقاطعة بضائع المستوطنات، وغيرها من الحملات الأخرى. 
إنه بحسب نظرية البحث عن المستفيد يمكن أن تصل للجاني، يمكن القول: إن المستفيد الأول و الوحيد من مخرجات تفجيرات بروكسل وباريس من قبل هو ( إسرائيل)، ويمكن أن تكون مخابرات العدو في خلفية الأحداث ، سواء بشكل عملي، أو بشكل غير مباشر من خلال مواصلة احتلالها للقدس والضفة وغزة. الاحتلال الأسرائيلي هو سبب كل التفجيرات في أوربا. الاحتلال يقدم ذريعة جيدة لكل تفجير، ولكل تطرف.
نرحب دائماً بالنقاشات المجدية والتعليقات التي تغني موضوعاتها
 ،أنشر الموضوع ليعلم الناس الحقائق وكن أنت الآعلام البديل

ليست هناك تعليقات: