شاركنا رأيك

شاركنا رأيك

بمناسبة رواية 1984.. حقائق مثيرة حول كوريا الشمالية

كوريا-الشمالية

بمناسبة رواية 1984 اللي الناس بتتمسك بيها دلوقتي كأنها فرش حشيش..كوريا الشمالية هي أقرب نموذج لعالم الرواية دي على ارض الواقع.
اللي يجنن في كوريا بالذات إن الشمال والجنوب هم شعب واحد، والحرب الباردة بين أمريكا والإتحاد السوفييتي أدت بعد أحداث كتير إنها تتقسم لشمالية وجنوبية، سنة 48..يعني من 66 سنة.
نفس الناس، نفس اللغة نفس الأرض..بس كل واحده مشيت في سكه..الشمالية مشيت في سكه حكم الفرد والنظام الأمني، والجنوبية مشيت بنظام مدني بالوقت بقى ديمقراطي.
إحنا بنسمع إن الناس في كوريا الشمالية ماعندهمش إنترنت..بس ماحدش مدرك فعلياً حجم العزلة اللي كوريا الشمالية فيه.
الكوريين الشماليين ماعندهمش نت، ومتعندهمش قنوات فضائية،والكهربا بتيجي ساعات قليلة في اليوم، والإعلام الوحيد هو الإعلام الحكومي.
ماحدش يقدر يطلع بره كوريا إلا بتصريح، مابيطلعش إلا لعدد محدود جداً من رجال النظام اللي مسموح لهم يشوفوا الحياة خارج كوريا فيها إيه..ومش بس مابيخرجوش…وماحدش بيدخل لهم كمان.
مافيش حاجه إسمها تروح كوريا الشمالية..ماينفعش تروح إلا لسبب..مش سياحه..مافيش حاجه إسمها سياحه..واللي مسموح لهم يروحوا، بيستقبلهم هناك مجموعه من رجال النظام لا يفارقوهم لحظه، هم بس اللي مصرح لهم التعامل مع أجانب..لأن في كوريا القانون بيجرم التعامل مع الأجانب..مش بس كده..القانون بيجرم النظر للأجنبي في عينه!!
بس أصلاً اللي هايروحوا كوريا مش هايقبلوا حد من الشعب الكوري..لأن الشعب مش موجود!!

العاصمة بيونج يانج دي مدينة أشباح فعلية…مبنية كلها كواجهه للبلد تتصور في الإعلام ويستضيفوا فيها العدد المحدود جداً من الأجانب اللي مسموح لهم يدخلوا لأسباب ضرورية، لكن الشعب نفسه لا يسكن العاصمه..الشعب معزول خارجها بأسوار شائكه في القرى والمناطق الفقيرة خارج العاصمة.


العاصمة عبارة عن مباني فاضية لا يسكنها إلا (موظفي النظام) وساحات بها تماثيل للقائد المعظم كيم إل سونج، وإبنه كيم يونج إل، وحفيده كيم يونج أون..اللي هم التلات رؤساء اللي حكموا كوريا من أول الإنفصال.
الحاكم في كوريا إله..زي عند الفراعنه كده..مش مجازاً، وإنما حقيقة..التلفزيون واوسائل لإعلام بتبث قصص مختلقة عن قدرات كيم إل سونج الخارقة..وكيف نزلت الطيور لترتفع بجثته إلى الجنة عندما مات، ولكنها حينما رأت حزن الشعب الكوري على فقدانه، أشفقت عليهم، وتركت لهم الجثمان…الذي لم يدفن، وإنما حنط في صندوق زجاجي بمكان اشبه بالمعبد، وحنط إبنه في صندوق آخر من بعده..على هيأتهم وملبسهم..لأنهم آلهه مبجلة يجب ان تبقى.
إزاي فيه شعب مصدق الكلام ده؟

الحرب..
العدو اللي البلد كلها لازم تحارب وحشيته وتحشد من أجل مقاومته، وتحيا في طوارئ لا تنتهي وخطر لا يزول بسببه…في حالتهم أمريكا.


الإعلام والمتاحف وكتب التاريخ الكورية الشمالية تحكي كيف إنتصر كيم إل سونج على الأمريكيين، لأول وآخر مره في التاريخ,
الشعب الكوري يصحى في السابعه صباحاً على صوت موسيقى عالية من مكبرات صوت منتشره في كل أنحاء البلاد…وصوتها مسموع في كل مكان..في البيوت والشوارع ومترو الأنفاق…وتحكي مكبرات الصوت على مدار اليوم عن عظمة القائد المعظم وتاريخه المشرف وتضحياته…وتبث أفكارها في عقول الكوريين طوال اليوم.
والشعب نفسه؟

من أفقر الشعوب على مستوى العالم..البلد كلها فقيرة ومواردها موجهه لتغذية النظام وتحيا على معونات السوفييت والصين..ولكن الأمر معتم عليه بشده.


تعتيم يصل إلى أنه مع إنهيار الإتحاد السوفييتي، وفقد كوريا لدعمهم، حدثت مجاعة مات فيها أكثر من مليون كوري..ولم يسمع معظمنا حتى بها.
في بلادنا من يعترض يسجن..في كوريا الشماليه من يختلف في الرأي يقتل.

إذا طلب طبيب المستشفى مزيداً من الأدوية أو الأموال..يقتل..في نفس اليوم أو اليوم التالي.


ولكنهم يشكرون القائد المعظم، لأنه يفعل كل ما في وسعه..الأمريكيون هم السبب.
الكوري الشمالي العادي لا يعرف ما هو الإنترنت، ولا كيف تبدو البلدان الأخرى، وغير مسموح له ان يقرأ عنها، أو يقرأ حتى كتب اجنبية.
على الناحية الأخرى، الكوريريون الجنوبيون يصدروا السيارات للعالم، ويصنعوا منتجات مثل هيونداي وسامسونج وإل جي..ويقفوا على الحدود حاملين لافتات موجهه ناحية النصف الشمالي، مكتوب عليها “تعال ووسترى بنفسك”..”الحياه بها أكثر”..ولكن لا يراها سوى جنود النظام على الناحية الأخرى.
هناك معسكرات تعذيب وقتل مهولة..يتم تكديس الجثث المقتوله في مخازنها في فترة الشتاء حتى شهر إبريل لصعوبة الحفر لدفنها في الثلج..فتتحلل وتدفن بعد شهور بعد ان ساحت وإمتزجت ببعضها.
بالطبع لم تبدأ الأمور بهذا الشكل..كان هناك من يدركوا أن الحاكم مجرد ديكتاتور وليس إله..ولكنهم خونوا وقتلوا…لأن الإعتراض خيانة وبلدك في حالة حرب..مكبرات الصوت تقولها في كل لحظه..وشاشات التلفزيون تكررها..فيقبض على هذا وتصمت..لأنها حرب..ثم يقتل هذا وتصمت..لأنها حرب…ثم يتم إسكات كل الأصوات إلا أصوات الحرب…حرب لا تبدأ ولا تنتهي….حتى تموت أنت جوعاً فيصمت الناس لأنها حرب
ولكن كل هذه أشياء تحدث في كوريا الشمالية، ولا تهمنا نحن هنا في شيء.
مصطفى حلمي


 تنويه هام: «مقالات الرأي والتعليقات» المنشورة تعبر عن وجهة نظر أصحابها فقط
أنشر الموضوع ليعلم الناس الحقائق وكن أنت الآعلام البديل

ليست هناك تعليقات: