Zeitgeist Arabic زايتجايست العربية with Menesa Ali and 9 others
الحكم الإفريقي
نزل الإسكندر المقدوني ذات مرة إقليماً نائياً كثير الذهب في إفريقيا ، فأقبل الأهالي إليه يحملون أواني مليئة بفاكهة من ذهب . فقال الإسكندر : " كلوا هذه الفاكهة أنتم ، فما أتيت لأري ثرواتكم ، بل لأتعلم من عاداتكم ".
فأخذوه إلي السوق حيث عقد الملك المحكمة وجلس يفصل بين الناس .
ومثل أحد الأهالي أمام الملك وقال : " أيها الملك ، لقد اشتريت من هذا الرجل تبنا و وجدت فيه كنزاً ثميناُ . أما التبن فهو لي ، وأما الكنز فلا شأن لي به ، والرجل يرفض أن يأخذه ، فأقنعه أيها الملك ، فالكنز كنزه ".
وأجاب الخصم ، وكان كذلك من أهالي الإقليم : " إنك تخشي الاحتفاظ بشيء لا حق لك فيه ، وتريد مني ألا أخشي أن آخذ منك شيئاً لا حق لي فيه ؟ لقد بعتك التبن بكل ما به ، فأمسك عليك مالك . فأقنعه أيها الملك ".
وسأل الملك الرجل الأول هل له ابن ، فأجاب : " نعم " . فقال " . وسأل الثاني هل له بنت ، فأجاب : " نعم " . فقال : " حسناً . أنتما رجلان صالحان ، فليتزوج ابنك ابنته ، ولتقدما إلي العروسين الكنز هدية زواج لهما ، هذا هو حكمي ".
ودهش الاسكندر عندما سمع هذا الحكم ، فسأله الملك : " هل حكمت ظلماً حتي تدهش إلي هذه الدرجة ؟ " فأجاب الاسكندر : " لا ، ولكن الحكم في مثل هذه القضية في بلادنا يختلف اختلافاً بيناً " . وسأل الملك الافريقي : " وكيف يكون ؟ " فقال الاسكندر : " إنه سيقضي بقطع رقبة الرجلين ووضع الكنز بين يدي الملك ".
فعقد الملك يديه وقال : " هل تطلع الشمس عندكم ، وهل تمطر السماء عليكم ؟ " فأجاب الاسكندر : " نعم " . فأخذ الملك يقول : " ربما من أجل الحيوانات البريئة التي تعيش في بلادكم ، لأن مثل هؤلاء البشر لا يستحقون أن تطلع عليهم الشمس ولا أن تمطر عليهم سماء ".
----- يوهان جوتفريد هردر (1744-1803)
ترجمة الدكتور مصطفي ماهر ، من كتاب (صفحات خالدة من الأدب الألماني)
نزل الإسكندر المقدوني ذات مرة إقليماً نائياً كثير الذهب في إفريقيا ، فأقبل الأهالي إليه يحملون أواني مليئة بفاكهة من ذهب . فقال الإسكندر : " كلوا هذه الفاكهة أنتم ، فما أتيت لأري ثرواتكم ، بل لأتعلم من عاداتكم ".
فأخذوه إلي السوق حيث عقد الملك المحكمة وجلس يفصل بين الناس .
ومثل أحد الأهالي أمام الملك وقال : " أيها الملك ، لقد اشتريت من هذا الرجل تبنا و وجدت فيه كنزاً ثميناُ . أما التبن فهو لي ، وأما الكنز فلا شأن لي به ، والرجل يرفض أن يأخذه ، فأقنعه أيها الملك ، فالكنز كنزه ".
وأجاب الخصم ، وكان كذلك من أهالي الإقليم : " إنك تخشي الاحتفاظ بشيء لا حق لك فيه ، وتريد مني ألا أخشي أن آخذ منك شيئاً لا حق لي فيه ؟ لقد بعتك التبن بكل ما به ، فأمسك عليك مالك . فأقنعه أيها الملك ".
وسأل الملك الرجل الأول هل له ابن ، فأجاب : " نعم " . فقال " . وسأل الثاني هل له بنت ، فأجاب : " نعم " . فقال : " حسناً . أنتما رجلان صالحان ، فليتزوج ابنك ابنته ، ولتقدما إلي العروسين الكنز هدية زواج لهما ، هذا هو حكمي ".
ودهش الاسكندر عندما سمع هذا الحكم ، فسأله الملك : " هل حكمت ظلماً حتي تدهش إلي هذه الدرجة ؟ " فأجاب الاسكندر : " لا ، ولكن الحكم في مثل هذه القضية في بلادنا يختلف اختلافاً بيناً " . وسأل الملك الافريقي : " وكيف يكون ؟ " فقال الاسكندر : " إنه سيقضي بقطع رقبة الرجلين ووضع الكنز بين يدي الملك ".
فعقد الملك يديه وقال : " هل تطلع الشمس عندكم ، وهل تمطر السماء عليكم ؟ " فأجاب الاسكندر : " نعم " . فأخذ الملك يقول : " ربما من أجل الحيوانات البريئة التي تعيش في بلادكم ، لأن مثل هؤلاء البشر لا يستحقون أن تطلع عليهم الشمس ولا أن تمطر عليهم سماء ".
----- يوهان جوتفريد هردر (1744-1803)
ترجمة الدكتور مصطفي ماهر ، من كتاب (صفحات خالدة من الأدب الألماني)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق