شاركنا رأيك

شاركنا رأيك

أدوات تأسيس الفاشية ... وسائل الإعلام



من أهم أدوات تأسيس الفاشية الشعبية اليوم في مصر ؛ وسائل الإعلام ، حيث تم إطلاق حملات تخويف محمومة ضد كل من يعارض النظام الجديد في مصر ، حتى ولم يكن منتميا لتيار إسلامي ، وعلى نسق الأنظمة الفاشيّة السابقة ، ركزت حملات التخويف والتشويه على أن الحياة العادية والاستقرار والنمو لن يتحقق قبل التخلص تماما من الأشرار أو الإرهابيين أو المتآمرين أو العملاء الخونة ،
وهكذا تعددت المسميات والمضمون واحد . وقد تحولت قطاعات واسعة من النخب السياسية والإعلامية إلى مخبرين أمنين تابعين للنظام حتى رأينا بعض كبار الصحفيين يكتب على صفحات أكبر جرائد الوطن داعيا المخابرات العامة للقبض على نشطاء الفيس بوك المعارضين للانقلاب قبل أن يتسببوا في ثورة جديدة مثل ثورة 25 يناير ، ويكتب آخر واصفا الإخوان : " بأنهم دعاة هدم وتخريب ومحترفو تآمر وخيانة ، نحن لا نريدهم بيننا ، لا نريد لهم أن يتناسلوا في أحضاننا كالحشرات السامة. ولا ينبغي أن تكون محاكمتهم عادلة، لأن عدلهم ليس عدلنا وإسلامهم ليس إسلامنا " !!
ومن أدواتها أيضا الاستعانة ببعض الفقهاء والمشايخ المحسوبين على نظام المخلوع مبارك مثل مفتيه السابق " على جمعة " واستصدار فتاوى منه بخصوص إباحة دماء المعارضين بدعوى أنهم من الخوارج الذين يجوز سفك دمائهم وأخذ أموالهم . وذلك لإضفاء نكهة شرعية مسوغة لهذه التصرفات الفاشية .
في ظل الفاشية الشعبية يتحول المواطن مهما كانت درجته العلمية أو الوظيفية إلى خفير أو مخبر أو جاسوس منفذ لإرادة النظام البوليسي القمعي ، متأثرا بوهم الفاشية أن المواطن هو الحاكم وان إرادته هي النافذة ، في حين أن حقوقه تسحق وكرامته تهدر وآدميته تنتهك نهارا جهارا تحت مباركة الآخرين وسعادتهم الغامرة ، وفي ذلك خراب الأمم وضياع الدول ، فالدول والنظم الفاشية كلها سقطت وبصورة مروعة ، بل إن الفاشية نفسها قد سقطت بلد المنشأ ـ إيطاليا وألمانيا ـ وتشددت هذه الدول تحديدا في مواجهة الفكر الفاشي والنازي حتى جرمته بأشد صور التجريم ، فكيف يكتب لهذه الأفكار والمناهج أن تحيي من جديد في بلاد الإسلام ؟
فهل يستفيق المصريون من حمى هذه الفاشية المقيتة قبل فوات الأوان ؟ أم سنقول وداعا لمصر والمصريين لعشرات السنين ؟!
من مقال مصر والفاشية الشعبية
المصدر: http
أنشر الموضوع ليعلم الناس الحقائق وكن أنت الآعلام البديل

ليست هناك تعليقات: